للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وله نظم حدَّث بشيء منه، وكان مع جلالته وورعه وعدالته لا يخلو من انطباع ولطافة طباعٍ، ومقامته القيرانية شاهدة بلطفه، قاضية بظرفه، ومعرفته بعلم النغم والطرب، ناطقة بأنه داخل الضَّرب.

ومن شعره ما أنشدني تلميذه شيخنا الأستاذ أثير الدّين أبو حيّان، قال: أنشدني لنفسه قوله: شعر

مالي وللتساؤل لا أُمَّ لي … إن سَلْتُ منْ يُعزل أو من يَلي

حسبي ذنوب أثقلت كاهلي … ما أنْ أرى غماءها تنجلي

مولده في سنة سبع وعشرين وست مئة.

وتوفي بغرناطة، صُبحة يوم الثلاثاء ثاني شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبع مئة، ودفن عشيّة ذلك اليوم.

وحضر جنازته الأمير أبو الجيوش نصر ابن السلطان أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الأحمر، وشقّ موته على النّاس، ورثاه الفقيه أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي حبل المعافري الأندلسي (١)، بقصيدة طويلة، أولها قوله:

عزيزٌ على الإسلام والعلم ما جرى … فكيف لعيني أن يلم بها الكرى

وما للمآقي لا تفيض شؤونها … نجيعًا على قدر المصيبة أحمرا


= ١٤١٤ هـ/ ١٩٩٣ م، بتحقيق عبد السلام الهرّاس وسعيد أعراب، في ثلاثة أجزاء، تضم القسم الثالث والرابع والخامس.
(١) هو الشيخ القاضي الأديب أبي جعفر أحمد بن محمد بن سعيد بن أبي حبل المعافري الغرناطي الأندلسي، كان من أهل العلم والمعرفة بالأحكام الشرعية، توفي سنة ٧٢٦ هـ. الكتيبة الكامنة: (١٠٧ - ١١١)، درة الحجال: (١/ ١٣٦ - ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>