للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال: بقي معي في يوم درهمٌ، وأنا محتاج إلى حبر وكاغد، فترددت إن صرفته في ذاك لم ألق ما اتقوّت به في ذلك اليوم، فجعلت الدرهم في فمي فبلعته، فضحكت، فقال لي خادم الشيخ الذي كنت أسمع عليه: ما بالك؟ فسألني فلم أجبه، فحلف بالطلاق لتخبرني، فأخبرته، فأدخلني منزله وأطعمني شيئًا، فلما كان وقت الظهر، جاء شخصٌ يسأل عني، فلما عرفني قال: إن فلانًا أمرني أن أعطيك كل يوم عشرة دراهم، وللقضية مدة وقد نسيت، فحاسبني وأعطاني ثلاث مئة درهم، واستمر.

وقد تكلم بعضهم فيه؛ فقال عنه محمد بن عبد الواحد الأصبهاني الحافظ: كان ابن طاهر صوفيًا ملامتيًا (١)، وذكر عنه: كان مباحيًا.

وقال ابن ناصر: صنَّف ابن طاهر كتابًا في "جواز النظر إلى المُرد"، وأورد فيه حكاية عن يحيى بن معين أنه صلى على واحدة، فقيل له: تصلي عليها؟ فقال: وعلى كل مليح.

وسُئِل الحافظ إسماعيل بن الفضل الأصبهاني عنه، فتوقَّف فيه، ثم أساء الثناء.

وقال الحافظ ابن عساكر: جمع ابن طاهر أطراف الكتب، وأخطأ في مواضع خطأً فاحشًا (٢).

وقال ابن ناصر عنه: أنه كان يصحّف، وأنه قرأ يومًا الحديث الذي فيه: وإن جبينه ليتفصّد عرقًا (٣) بالقاف، فقلت له بالفاء فنازع.


(١) الملامتية أو الملامية: طائفة من الصوفية السنية، سموا بذلك لأن طريقتهم تقوم على ملامة النفس في كل الأحوال، وشيخ الطريقة هو أبو صالح حمدون القصار (ت ٢٧١ هـ). سير أعلام النبلاء: (١٣/ ٥٠).
(٢) تاريخ دمشق: (٥٣/ ٢٨١).
(٣) هذا طرف من حديث عائشة، أخرجه البخاري في الصحيح: (١/ ٦ - ٧/ ح ٢) كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ، ولفظه: عن عائشة أم المؤمنين، ، أن الحارث بن هشام، ، سأل رسول الله فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة، : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>