للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لا تسقني وحدي فما عوّدتني … أني أشح بها على جُلاسي

أنت الكريم ولا يليق تكرمًا … أن يعبر الندماء دور الكاس

فكان وقتا عجيبًا، وتاب جماعة وبكوا، ونتفوا شعورهم، وطاب وقتهم.

وصنف كتابه المسمى بـ "عوارف المعارف" (١)، ضمّنه جملة من الأحكام الفقهية، والآداب الصوفية، والفوائد الأدبية، والإشراقات النفسية.

واستوطن بغداد إلى حين وفاته.

أخبرني محمد بن الحسن عُرف بابن العجمي، أخبرني الشيخ علي ابن الشيخ أبي القاسم المراغي، أخبرني أبي أنه اجتمع بالسُّهْرَوَرْدي هو وجماعة، فقال لهم: أنتم من أصحاب مَن؟ فقالوا: من أصحاب الشيخ أبي الحسن ابن الصباغ، فقال: أصحاب جِدٍّ واجتهاد، والله إني أحبكم، فسألناه الدعاء، فقال: أدعو لكم دعوة عامة، أو لكل بمفرده، فقلنا: كل بمفرده، فصار يدعو لكل منا بما في نفسه.

وحُكي عنه أنه كان في الطواف يقول: تُرى هل أنا من المقبولين أم من غيرهم؟

واجتمع به ابن الفارض، فقال له: أنشدني من شعرك؟ فأنشده قصيدته الجيمية، ومنها "قوله:

لك البشارة فاخلع ما عليك فقد … ذكرت ثم على ما فيك من عوج

فقام ورقص وجلس، فسألوه عن ذلك، فقال: كنت مفكرًا في حالي، واستنشدت ابن الفارض تفاؤلًا، فأنشدني ما تفاءلت به.

وله أحوال سَنّية، ومقامات علية، ومقالات مرضية.

مولده بسُهْرَوَرْد، سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.


(١) طبع قديمًا بالقاهرة سنة ١٢٩٤ هـ/ ١٨٧٧ م، وصدر بعد ذلك في عدة طبعات، منها طبعة دار الكتب الحديثة بالقاهرة سنة ١٩٧١ م بتحقيق عبد الحليم محمود ومحمود بن الشريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>