أين الذي شرف الزمان بذكره … وتعطرت بحديثه الأسمار
وافيت مجلسه المقدس تربه … فوقفت حيث العالم المختار
ودنوت ألثم كفه متبركًا … فرأيت كيف تفجر الأنهار
وقال يرثي القاضي أبا الوليد ابن رشد ﵀: شعر
قضى علم الدين الذي ببيانه … تبيَّن خَافِيهِ وبان طريقَه
أخلَّايَ إني من دموعي بزاخر … بعيد عن الشطين منه غريقه
وما كان ظني قبل فقد جلاله … بأن مصابًا مثل هذا أُطيقه
ومن شاهد الأحوال بعد مماته … تيقن أن الموت نحن نذوقه
رجوعًا إلى الصبر الجميل فحقه … علينا قضاء أن لا تُؤدَّى حقوقه
أعزّيكم في البعد عنه وإنني … أهنّيه قربًا من جوار يروقه
ولم أدر من أشقى البرية بعده … أأبناؤه أم دهره أم صديقه
وما كان فينا منه إلا مكانه … وفي العالم العلوي، كان رفيقه (١)
وله في ما ذكر بعضهم قوله: شعر
وكنت وعدتني يا قلب أني … متى ما تبتُ عن ليلى تتوب
فها أنا تائبٌ عن حب ليلى … فما لك كلما ذُكِرت تذوب
(١) انظر اختصار القدح المعلى: (٦١ - ٦٣) بتصرف.