ذروا السّعي في نيل العلا والفضائل … مضى من إليه كان شدُّ الرّواحل
وقولا لساري البرق ألا نعيتَهُ … بنار أسىً أو دمع سحب هواطل
وتمزيق جلباب الظلام لفقده … وزجرة رعدٍ مثل حسرة ثاكل
وقد غاب بدر التمّ عن أنجم الدّجى … وأشرق منهم بعده كلُّ آفل
وما كان إلا البحر غار ومن يرد … سواحله لم يلق غير الجداول
وهبكم رويتم علمه عن رواية … فليست عوالي صحّة كنوازل
فقد فاتكم نور الهدى بوفاته … وعزّ اللقا منه ونجح الوسائل
ليبك عليه من رآه ومن حوى … مناه بأيام لديه قلائل
ويقضي أسىً من فاته الفخر عاجلًا … برؤيته والفوز في كل آجل
فيا لمصاب عمّ سنَّة أحمد … وباعدها عن كل راوٍ وناقل
خلا الشام من حبر خلت كل بلدة … له من نظير في الحياء مماثل
وأصبح بعد الحافظ الدين مهملًا … بلا حافظ يدعى بكاف وكافل
تعالم لمّا أن ثوى كلُّ جاهل … ونبّه لما أن مضى كل خامل
خلت سنة المختار من ذبِّ ناصر … فأقرب ما تخشاه بدعة خاذل
وأيّد قول الأشعري بسنّة … فكانت عليه من أدلِّ الدلائل
وكم قد أبان الحق في كل محفلٍ … وأروى بما روّى ظماء المحافل
وسدّ من التجسيم باب ضلالة … وردّ من التجسيم شبهة عاطل