أما في النهى بيني وبينك حاكم … يُريك لقدري من لداتيَ مايزا
سترت بأخمالي نباهة منطقي … فسوف ترى إن رُحت بالجد فائزا
وهل عجز الضرغام عن ثأراته … فأعجز به لو كان ما كنت عاجزا
أتشهد لي بالفضل خرس حوائز … من العيّ ما أضحت من الفضل حائزا
مسندة خشب سواهن مفصح … إذا سائل لم ألق فيهن رامزا
تصفّ لجيش الروم قابل مثله … من الزنج لونًا فيهما لا عزائزا
بأرض إذا ما الجيش خيّم خيّمت … وإن خاب خابت لا تواني المفاوزا
ترى الحملات العشم فيها وضاربا … وفي غير قلب غير اسمي راكزا
وكرّا وفرّا ما اشتهيت وداعيا … نزال ومرءًا مستجيبا مبارزا
ولم أر فيها من نجيع وقتلها … كثير وما أبصرت فيها جنائزا
ولا قسطلًا حتى كأن سنابكًا … بها لابست صلدًا عن الترب ناشزا
وما قبلها شاهدت أخرس شاهدا … لنطق ولا فلًّا هدانا مناجزا
يشق ميادين البلاغة حاكما … بهن علينا أو يشيم الهزاهزا
ألا إنها الأيام حرب ذوي النّهى … الكرام شيوخا مثلنا وعجائزا
تغطي على فضلي بها الويل إنما … تحجِّب منه ساطع النور بارزا
إذا قلت أصغى العالمون وأوجبت … نهاي من الإصغاء ما كان جائزا
وما أنا مسبوقا مقالا منفّحًا … وإن كنتُه عصرًا مضى وحوائزا