للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزلوا على غير طائل. وفي هذا الشهر تزايد أمر الطاعون جداً، وتعطلت أحوال الناس بسبب كثرة الموت فى الناس من كبير وصغير، وصارت الجنائز تمر فى الشوارع والطرقات كالقطارات وتصف النعوش في المصلات على بعضها وقت الصلاة، ومن الغرائب أن قل من طعن في هذا الفصل وسلم من الموت، وقد كثر الورد في هذه الأيام جداً حتى صاروا يعملون فوق النعوش قواصر من جريد ويغرزوا فيها الورد، وقد تزايد الموت حتى تعطلت أحوال الناس وصار كل أحد يحسب حساب الموت وهانت على الناس أنفسهم، وكان هذا الفصل أقوى من الفصول التي وقعت في أيام الملك الظاهر جقمق، وفي ذلك يقول القائل:

أسفى على سكان مصر إذ غدا … للطعن فيها ذات وخز سار

الموت أرخص ما يكون بحبه … لكن هذا صار بالقنطار

وكان قوة عمله من خارج بابى زويلة إلى الصليبة وما حولها، وقد أقام يعمل هذا الطاعون فى القاهرة نحوا من ستة أشهر ابتداء وانتهاء، فلما كان أول خماسين النصارى أخذ الطعن في التناقص وفيه توفى القاضي زين الدين عبد الرحيم بن قاضي القضاة محمود العيني الحنفي (١)، وكان فاضلا رئيساً حشما وولى عدة وظائف سنية منها نظر الأحباش، وناب في القضاء، ومولده سنة إحدى وثمانمائة، وهو والد الشهابي أحمد بن العينى أمير مجلس كان.

وفى رجب خف الموت بالنسبة لما كان أولا وفيه (٢) توفى يشبك


جاكم كان تزوجها بعقد ملفق على قاعدة دينهم على أم ابنته الملكة الآن لمحبته لها، وقاعدة دينهم أنه لا يتزوج أحد بزوجتين إلا ويطعنون في عقد نكاحها وقالوا هذا ولد زناء والله أعلم».
ثم أنه في ٨ جمادى الآخرة «عمل السلطان الموكب بالحوش السلطاني لأجل قصاد الفرنج وحضروا الفرنج وقبلوا الأرض ونزلوا أيضاً على غير طائل» النجوم الزاهرة ص ٥٣٨.
(١) في ٢٢ منه النجوم الزاهرة ص ٦٣٨
(٢) في سابعه النجوم الزاهرة ص ٦٣٩، والضوء اللامع ج ١٠ ص ٢٧٥ رقم ١٠٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>