للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

كان محمد بن أحمد بن إياس الحنفي (١) - مؤلف بدائع الزهور في وقائع الدهور - شحيحاً في ذكر الأخبار عن عائلته وعن نفسه، فلم يذكر منها سوى القليل من النُّتف المتواضعة، كتبها في بعض مناسبات مبعثرة في مواضع متفرقة من أجزاء كتابه الكبير هذا. فهو لم يترجم لأحد من أفراد عائلته ترجمة وافية، بل ولم يترجم لنفسه كما فعل غيره من المؤرخين في عصره. والغريب أن أحداً من هؤلاء المؤرخين، المعاصرين أو المتأخرين، لم يترجم لابن إياس بكثير أو قليل، ولم يذكر اسمه بخير أو شر.

ويدل هذا القليل من النُّتف المتواضعة، التى كتبها ابن إياس عن عائلته، على أنه ينحدر من أصل مملوكي يرجع إلى النصف الأول من القرن الثامن الهجري، فقد كان «الأمير عز الدين أزدمر العمري (٢) الناصري المعروف بأبي


(١) هكذا كتب المؤلف اسمه بخطه في النسخ المعروفة من كتابه، ولكن بروكلمان أورد الاسم كما يلى: «أبو البركات محمد بن أحمد بن إياس زين (شهاب) الدين الناصري الجركسي الحنبلي» ولكننا لم نجد ما يبرر نسبته هذه إلى الحنابلة. انظر:
Brockeimann، Gesch.d.arab.Litt.، II، ٢٧٥، Suppl.Bd.، II، ٤٠٥
وانظر ما كتب عن ابن إياس في المقدمة الألمانية للجزء الرابع من بدائع الزهور في وقائع الدهور والمقدمة العربية للجزء الخامس منه، والدكتور زيادة بك في كتاب المؤرخين في مصر في القرن الخامس عشر ص ٤٦ وما بعدها، وانظر:
Hartmann، Das Tuebinger Fragment der Chronik des Ibn Tulun; Margoliouth، Lec- tures on Arabic Historians; Sobernheim، "Ibn Iyàs" in: E.I; Vollers، La chronique Egypt.d'Ibn Iyas.
(٢) «العمري» نسبة إلى تاجر المماليك الخواجا عمر الذي جلبه هو وخشداشه أتابك العساكر الأمير شيخو العمري الناصري (وقد قتل الأخير سنة ٧٥٨ - ١٣٥٧ م) فاشتراهما منه السلطان الناصر محمد بن قلاون وإليه ترجع نسبة «الناصري»، ويتبين هذا من قول ابن إياس أن أزدمر العمري الناصري كان «خشداش شيخو من تاجر واحد، وكان أزدمر هذا يعرف بأبى ذقن، أقول وأزدمر هذا هو جد والد مؤلف هذا التاريخ وكان جد والده لأمه» - انظر مخطوط =

<<  <  ج: ص:  >  >>