للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

وإلى الآن تنسب إليه أشياء كثيرة من آلة الحرب، وله معرفة تامة باللعب بالرمح ورمى النشاب، وكان عارفاً بصنعة الحساب القبطى والديواني، فصيحاً بقراءة القرآن وله اشتغال بالعلم، وكان يقبن (١) بيده على التحرير، ويعقد بيده التزكاوات الحرير، وله غير ذلك أشياء كثيرة من المحاسن، ولكن لما تسلطن لم يساعده الزمان مع عرفانه بأحوال المملكة وثبات جنانه، فلم يتم أمره في السلطنة وغدره خاير بك كما تقدم بما جرى له من شدائد ومحن، وهجم المماليك الجلبان على حرمه، وقلة إنصافه وسرعة زوال ملكه، وقد قيل في المعنى:

إني تأملت الزمان وفعله … في خفض ذي شرف ورفع الأرذلي

كطبايع الميزان في أفعاله … تضع الرواجح والنواقص تعتلى

وكان من ملخص أخبار الظاهر تمر بغا أن لما انكسرت الخشقدمية وقع الاتفاق من العسكر على خلع الظاهر تمر بغا وسلطنة الأتابكى قايتباى قال أمر تمر بغا إلى أن خلع من السلطنة وتسلطن قايتباى، فلما تسلطن رفق بالظاهر تمر بغا ورسم بإخراجه إلى ثغر دمياط من غير تقييد ولا سجنه، واستمر بدمياط إلى أن كان من أمره ما سنذكره في موضعه بما وقع له (٢). انتهى ما أوردناه من أخبار الملك الظاهر تمر بغا وذلك على سبيل الاختصار.


(١) كذا فى الأصل، ولعله يقصد: يقبل بنفسه على التحرير.
(٢) وتوفى الظاهر تمربغا بثغر الإسكندرية فى شهر ذى الحجة سنة ٨٧٩ - ابن إياس (طبعة كالا ومصطفى) ج ٣ ص ١٠١، وانظر أيضاً: نظم العقيان ص ١٠٢ رقم ٦١، Weil، gesch.d، abbas، chalifats in Egypten، II، p. ٣٢١ - ٣٢٥

<<  <  ج: ص: