للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرور ببلاد المغرب وبلاد الفرنج أيضاً.

وقد خرجت هذه السنة عن فتن وشرور في سائر البلاد. - وتوفى في هذه السنة من الأعيان ومن الأتراك جماعة كثيرة منهم جاني بك الناصري المرتد (١) أحد الأمراء المقدمين الألوف بمصر، ولكن مات وهو طرخان، وكان قد كبر سنه وذهل فرتب له السلطان ما يكفيه وأخرج عنه التقدمة، وكان أميراً ديناً خيراً ولكن كان من البخل والخسة عن جانب عظيم. - وتوفى أيضاً برد بك المعروف بالقرناص النوروزي أحد الأمراء العشرات. - وتوفى أيضاً دمرداش الطويل الناصري (٢) أحد العشرات أيضاً. - وتوفى طومان الحكمي الخاصكي وكان رئيساً حشماً أدوباً عاقلا، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة اثنين وسبعين وثمانمائة]

فيها في المحرم كان وفاء النيل المبارك وقد أوفى في سادس عشر مسرى (٣)، فنزل السلطان بنفسه وتوجه إلى المقياس ثم نزل في الحراقة وأتى إلى السد ففتحه على العادة، وركب من هناك في موكب حافل حتى طلع إلى القلعة، وكان ذلك آخر مواكبه بل وآخر ركوبه ولم يركب بعدها أبداً، فلما طلع إلى القلعة حم في جسده ولزم الفراش، وقيل إنه سم في السماط الذي صنع له بالمقياس، وقيل بل من الماء الذي قدم إليه في الطاسة من فسقية المقياس، وهذا كله تخيلات فاسدة وإنما انتهى أجله على هذا الوجه وقد كبر سنه، واستمر في ذلك المرض حتى مات في ربيع الأول كما سيأتي الكلام على


(١) توفى في شهر ذي الحجة - الضوء اللامع ج ٣ ص ٦٠ - ٦١ رقم ٢٤٥، وانظر النجوم الزاهرة ص ٨٢٠ - ٨٢١، وحوادث الدهور ص ٦٠١ - ٦٠٢، Wiet، Manhal Sâfi; p. ١١٩، no. ٨١٧
(٢) انظر الضوء اللامع ج ٣ ص ٢١٩ رقم ٨٢١
(٣) في النجوم الزاهرة ص ٧٤٧، وحوادث الدهور ص ٥٤٧ أن وفاء النيل ونزول السلطان كانا في يوم السبت سابع المحرم الموافق لخامس عشر مسرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>