للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذا الشهر (١) توفى قاضي القضاة الحنبلى بدر الدين عبد المنعم محمد ابن محمد بن عبد المنعم البغدادي، وكان عالماً فاضلا معظماً عند الناس وأرباب الدولة، وله حرمة وافرة، ومولده سنة إحدى وثمانمائة، وكان أعورا بإحدى عينيه، ولكنه كان من أعيان علماء الحنابلة من أهل الفضل، وقد قال فيه بعض الشعراء مداعبة:

وربّ أعمى قال فى مجلس … يا قوم ما أصعب فقد البصر

أجابه الأعور من خلفه … عندي من دعواك نصف الخبر

فلما مات أخلع السلطان (٢) على الشيخ عز الدين أحمد الكناني بن قاضي القضاة برهان الدين بن قاضي القضاة مجد الدين بن نصر الله وقرر في قضاء الحنابلة بمصر عوضاً عن قاضي القضاة بدر الدين البغدادي بحكم وفاته. وفيه (٣) جاءت الأخبار بقتل سونجبغا اليونسي وتغرى بردى القلاوي، وسبب ذلك أن تغرى بردى القلاوى كان كاشف الوجه القبلى، وكان قرر فى الوزارة فى أواخر دولة الظاهر جقمق أخذ الوزارة عن أمين الدين بن الهيصم وكان فرج بن النحال ناظر الدولة يومئذ، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، فتوجه سونجبغا بالقبض عليه فتخانقا وهما على الخيل فقتل كل منهما صاحبه بالخناجر فماتا معا في يوم واحد، وكان سونجبغا من مماليك الناصر فرج بن برقوق وكان من جملة الأمراء الطبلخانات وسافر أمير الحاج غير ما مرة وكان لا بأس به. - وفيه أنعم السلطان على يرشباى المؤيدى بإقطاع تغرى بردى القلاوى وقرر يلباى الأينالى في أمرة


(١) في ليلة الخميس سابعه - حوادث الدهور ص ١٨٤ و ٣٠٣، والنجوم الزاهرة ص ٥٦٦، والضوء اللامع ج ٩ ص ١٣١ رقم ٣٣٦، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٢٢٣، ونظم العقيان ص ١٦٤ - ١٦٥ رقم ١٧٥، و ١٤٧٩، Wiet، Manhal Sâfî، p. ٢١٥، No
(٢) في يوم السبت تاسعه - النجوم الزاهرة ص ٤٣٣.
(٣) في يوم الأحد ١٧ منه - النجوم الزاهرة ص ٤٣٣ و ٥٦٦/ ٥٦٧، وحوادث الدهور ص ١٨٤/ ١٨٥ و ٣٥٤/ ٣٥٥، والضوء اللامع ج ٣ ص ٢٨٧ رقم ١٠٩٣ عن «سونجبغا اليونسى الناصرى فرج» و ج ٣ ص ٢٨/ ٢٩ رقم ١٣٧ عن «تغرى بردى الظاهري القلاوى».

<<  <  ج: ص:  >  >>