سائر خشداشينه المؤيدية، فلما سمع بذلك الأشرفية والأينالية جاءوا إلى يشبك الفقيه أفواجاً أفواجاً، والتف عليهم جماعة كثيرة من المماليك السيفية فتكامل عنده عدة وافرة من هذه الطوائف، وأتى إليه الجمّ الخفير من الزّعر والعوام، ثم إن خشداشه طوخ الزردكاش نقل إليه من الزردخاناه أشياء كثيرة من قسى ونشاب وسبقيات وغير ذلك من آلات الحرب، فلما تكامل هذا الجمع خرج الأمير يشبك الفقيه من داره وطلع في المدرسة الجاولية التي بجوار بيته فجلس بها ونصب هناك مكحلة، وحفر أربعة خنادق: واحد عند مدرسة لاجين التي في الجسر الأعظم، وواحد عند المدرسة الصرغتمشية، وواحد عند رأس حدرة الكبش، وواحد عند باب جامع ابن طولون، فعند ذلك كثر الهرج والاضطراب وكان يشبك الفقيه قرر مع الظاهر يلباى بأن ينزل إليه ويعلق الصنجق السلطانى فى المدرسة الجاولية وتجتمع عنده العساكر، فلم ينزل السلطان إليه، فلما بلغ الخشقدمية أن الأينالية والأشرفية قد التفوا على الأمير يشبك الفقيه فقلقوا من ذلك واستمالوا معهم الظاهرية الجقمقية، فلما تزايدت الفتنة وقع القتال بين الفريقين واستمر في ذلك اليوم عمالا، ونزل جماعة من المماليك الخشقدمية وتحاربوا مع الأينالية والأشرفية. فلما كان يوم الجمعة سادسه نزل من القلعة بعد صلاة الجمعة السواد الأعظم من العسكر، ونزل معهم الأمير قايتباى المحمودى رأس نوبة النوب، فتوجهوا إلى عند الأمير يشبك الفقيه وتحاربوا معه، ووقع في ذلك اليوم أمور يطول شرحها، وقتل في ذلك اليوم ثلاثة أنفار من المماليك السلطانية، فلما حال بينهما الليل ففى تلك الليلة دار جماعة من الظاهرية الجقمقية على الأشرفية والأينالية واستمالوا أعيانهم، واتفقوا معهم تحت الليل بأن يكونوا هم وإياهم شيئا واحداً، ويشيلوا المؤيدية قاطبة، ويعزلوا الظاهر يلباى ويسلطنوا الأتابكي تمر بغا، فاتفقوا على ذلك. فلما أصبح اليوم يوم السبت سابعه تسحب سائر العسكر الذي كان عند يشبك الفقيه، فلما تلاشى أمره هرب واختفى هو وخشداشينه المؤيدية قاطبة وانكسروا كسرة قوية، فعند