للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما بلغه موت الظاهر خشقدم أطلقه سوار فقصد المجيء إلى مصر عند خشداشينه جماعة الظاهرية الحقيقية، فوجد الأمر والنهى للأمير خاير بك الدوادار، فقبض عليه وأرسله إلى القدس بطالا وقال: عدو أستاذى عدوى -. وفيه سافر (١) الأمير أزبك من ططخ إلى الشام، وقد تقدم أنه قرر في نيابة الشام. فخرج إليها في تجمل زائد وكان له يوم مشهود. وفيه جاءت الأخبار بوفاة جهان كير (٢) أخى حسن الطويل، وكان من محاسن بني قرا يلك، وكان متوليا على ماردين، وأنعم عليه الظاهر جقمق بتقدمة ألف بحلب، وملك ديار بكر بعد عمه حمزة، فلما مات استقل حسن الطويل بعده بملك ماردين وديار بكر جميعه واشتهر صايح (٣) حسن الطويل وذكره من يومئذ وعظم قدره جداً.

وفي جمادى الأولى ظهر العجز على السلطان يلباي وقصرت كلمته، وحار في رضى المماليك الخشقدمية، وصار فى يدهم مثل اللولب يديرونه حيث شاؤوا، فكثرت الإشاعة بأن الجلبان الخشقدمية قصدهم إثارة فتنة وأن يقبضوا على جماعة من الأمراء المؤيدية، فامتنعت الأمراء من الصعود إلى القلعة (٤) مثل قنبك المحمودى أمير سلاح وجانى بك كوهيه ومغلباى طاز، فبينما هم على ذلك إذ حضر الأمير يشبك الفقيه أمير دوادار كبير، وكان خرج صحبة الأمير قرقماس الجلب إلى جهة الصعيد كما تقدم، فلما حضر إلى القاهرة قصد بأن يثير فتنة ويقبض على جماعة من الخشقدمية لكى يصفو لهم الوقت فجاء الأمر بخلاف ذلك. فلما كان يوم الخميس خامس هذا الشهر وثب الأمير يشبك الفقيه (٥) ولبس لامة الحرب واجتمع عنده


(١) في يوم الإثنين ١٨ منه - النجوم الزاهرة ص ٨٣٣ حيث يقول إن السلطان خلع عليه في اليوم السابق «كاملية بفرو وسمور بمقلب سمور وهي خلعة السفر».
(٢) انظر الضوء اللامع ج ٣ ص ٨٠ - ٨١ رقم ٣١٥، Wiet، Manhal Sâfi، p. ١٢٥، no. ٨٥٥
(٣) بمعنى: صيت وشهرة.
(٤) انظر النجوم الزاهرة ص ٨٣٤ - ٨٣٥
(٥) قارن ما يلى هنا عما حدث إلى أن عزل السلطان يلباى بما جاء في النجوم الزاهرة ص ٨٣٥ - ٨٤١، وحوادث الدهور ص ٦٠٩ - ٦١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>