للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى ذى الحجة توفى الأمير طوخ الحكمى (١) أحد الأمراء الطبلخانات وكان رأس نوبة ثانى ومات وقد جاوز الثمانين سنة من العمر، وكان كثير الإسراف على نفسه. -وفيه (٢) رسم السلطان بتغريق يرش خازندار الأمير جانى بك نائب جدة، وكان شاباً جميل الصورة مليح الشكل، فبلغ السلطان عنه ما غير خاطره عليه فضربه ضرباً مبرحاً وقيل عصره، فأقر على أنه اتفق مع جماعة من مماليك السلطان على قتل السلطان وهو في الدهيشة وقت الظهر، فلما فشى الكلام قبض السلطان على يرش وقرره ثم أمر بتغريقه فتسلمه تمر الوالى وغرقة، وكان يرش أقر على الناصري محمد بن الأتابكي جرباش كرت بأن له دسيسة مع جماعة ممن اتفق على قتل السلطان، وكان يرش عشير الناصري محمد بن الأتابكى جرباش، فتأكد ما قيل عنه عند السلطان، وكان هذا سبباً لخروج الأتابكى جرباش إلى دمياط هو وولده محمد كما سيأتى الكلام على ذلك. -وفيه دخل مبشر الحاج وأخبر بسلامة المقر الشهابي أحمد بن العينى والشرفى يحيى بن الأمير يشبك الفقيه الدوادار، وعادت خوند الأحمدية زوجة السلطان، ثم عادوا إلى القاهرة فيما بعد، وكان لهم يوم مشهود، فلما دخل أخبر بوفاة الصاحب علاى الدين بن الأهناسي (٣) مات بمكة ودفن بها، وكان العلاى على بن الأهناسي رئيساً حشما فى سعة من المال وولى عدة وظائف سنية، وكان في مبتدأ أمره برددارا عند زين الدين يحيى الأستادار، وكان متحصله في البرددارية فوق العشرين ألف دينار في كل سنة، فلما راج أمره سعى فى الأستادارية الكبرى واستقر بها، ثم ولى الوزارة عدة مرار وجمع بين نظارة الخاص والوزارة في آخر ولاياته، ثم قبض عليه الظاهر خشقدم وصادره واستصفى أمواله نحواً من


(١) انظر النجوم الزاهرة ص ٧٩٥ - ٧٩٦، وحوادث الدهور ص ٥٧٧، والضوء اللامع ج ٤ ص ١٠ رقم ٣٣، Wiet، Manhal Sâfî، P، ١٨٠، no، ١٢٦٨
(٢) في ليلة الخميس ٢٠ منه - حوادث الدهور ص ٤٧٩، والضوء اللامع ج ١٠ ص ٢٦٩ رقم ١٠٧٢.
(٣) توفى فى ٢٢ من ذي القعدة - النجوم الزاهرة ص ٧٩٤، وحوادث الدهور ص ٥٧٥ - ٥٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>