للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مائة ألف دينار ما بين صامت وناطق، ثم نفاه إلى مكة فمات بها مقهوراً، ومن آثاره المدرسة التي أنشأها خارج باب النصر عند سوق الدريس. - وفيه توفى أيضاً بمكة الأمير برد بك صهر الأشرف أينال (١)، وكان أميراً ديناً خيراً عاقلا سيوساً متواضعاً يحب أهل العلم وله بر ومعروف، أنشأ عدة مدارس وكان ناظراً إلى فعل الخير، وكان أصله من سبايا قبرس واشتراه الأشرف أينال وأعتقه وأزوجه بابنته خوند بدرية ورقى في دولة أستاذه الأشرف أينال حتى صار أمير طبلخاناه دوادار ثانى وصار أمور المملكة مغدوتة به والسعى من بابه، فلما مات الأشرف أينال وتولى الظاهر خشقدم نفاه إلى مكة فأقام بها مدة ثم رسم السلطان بعوده إلى مصر، فلما وصل إلى خليص خرج عليه بعض العربان هناك فقتله فأعيد به إلى مكة حتى دفن بها، وربما ختم له بخير، ومات وله من العمر نحواً من ستين سنة. وفيه (٢) قبض السلطان على مجد الدين بن البقرى وضربه بين يديه وحبسه بالقلعة بسبب تغليق جوامك الجند. وفيه (٣) نودى على النيل بزيادة ثلاثة أصابع في أول بابه وقد قطع الطرقات على المسافرين. وفيه جاءت الأخبار بقتل ابن جهان شاه وكان من المفسدين في الارض، فلما مات تولى من بعده أحد أخوته. - وفيه (٤) توفى ظهيرة بن أبي حامد بن ظهيرة المالكي قاضى مكة وكان لا بأس به. وفيه توفى الشيخ الصالح المعتقد أبو محمد عبد الله بن أبى إبراهيم المغربى الأرعانى المالكي، وكان من أهل الدين والصلاح معتقداً للناس وله شهرة ببلاد المغرب، وكان من بيت علم وفضل وكان مقيماً بالصحراء، انتهى ذلك.


(١) قتل في منتصف ذى الحجة - النجوم الزاهرة ص ٧٩٦، وحوادث الدهور ص ٥٧٧ - ٥٧٩، والضوء اللامع ج ٣ ص ٤ رقم ٢٠.
(٢) في يوم الثلاثاء ٢٥ منه - حوادث الدهور ص ٤٧٩.
(٣) في يوم الأربعاء ٢٦ منه - المرجع السابق ص ٤٨٠.
(٤) في ليلة الأحد ثامن ذى الحجة - الضوء اللامع ج ٤ ص ١٥ رقم ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>