للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن محمد بن على بن قرمان (١) التركمانى اللارندى، وكان من خيار ملوك الشرق، وكان ملكاً جليلا متواضعاً سيوساً محبا لأهل العلم، ملك غالب بلاد الشرق بعد أبيه نحواً من أربعين سنة، وجرت عليه شدائد ومحن من ابن عثمان وسلطان مصر وقاسى ما لا خير فيه حتى مات، وكان مولده سنة خمس وثمانمائة، ولما مات وقع الخلف بين أولاده حتى آل الأمر إلى خروج الملك عن بني قرمان وملك بلادهم ابن عثمان. - وفيه (٢) توفى القاضي نجم الدين بن عبد الوارث، وهو عبد الرحمن بن عبد الوارث البكرى المالكى وكان ينتسب إلى الإمام أبى بكر بن أبي قحافة، ولى قضاء الوجه القبلى وباشر عدة مباشرات عند الأمراء وكان شديد البأس في مباشراته غير مشكور السيرة. - وفيه كان وفاء النيل وقد أوفى في عاشر مسرى (٣)، فلما أوفى نزل السلطان بنفسه وفتح السد وتوجه إلى المقياس في الذهبية وخلق العمود، ثم نزل في الحراقة وحوله الأمراء وتوجه إلى السد ففتحه وكان له يوم مشهود، وهو أول نزوله إلى فتح السد، وأراد أن يمشى على طريقة أستاذه الملك المؤيد شيخ، وهو آخر من فتح السد بنفسه من السلاطين ولم يفعل هذا بعد المؤيد شيخ سوى الملك الأشرف برسباى مرة واحدة، ثم من بعده فعل ذلك الظاهر خشقدم، وكان بطل هذا من بعد الأشرف برسباى من سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. - وفيه توفى الشيخ تاج الدين محمد البطونسي (٤) السكندرى المالكي وكان مقرئاً فاضلا يقرأ بالسبع روايات وكان إمام القصر السلطاني وكان لا بأس به.


(١) انظر النجوم الزاهرة ص ٧٩٤ - ٧٩٥، وحوادث الدهور ص ٥٧٧، والضوء اللامع ج ١ ص ١٥٥.
(٢) في يوم الجمعة منتصف ذي القعدة - الضوء اللامع ج ٤ ص ٩٠ - ٩١ رقم ٢٦٤.
(٣) الموافق ليوم الجمعة ٢٩ من ذي القعدة - النجوم الزاهرة ص ٧٣١، وحوادث الدهور ص ٤٧٨ - ٤٧٩.
(٤) انظر النجوم الزاهرة ص ٧٩٧ حيث يقول إن اسمه «الفطيسي». والصحيح ما جاء هنا - انظر الضوء اللامع ج ١١ ص ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>