للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلى القضاء بعد ذلك مرة أخرى.- وفيه اختفى قايتباى المحمودى (١) أحد مقدمين الألوف وسبب ذلك أن وقع بين مماليكه ومماليك السلطان فتنة، فاختفى أياماً ثم ظهر وقد أعطاه السلطان على يد قائم التاجر أماناً حتى ظهر … وفيه عين السلطان تجريدة ثالثة (٢) إلى البحيرة وقد بلغه أن العربان قد استطالوا على الترك وقتل منهم جماعة، وقد اجتمع فى البحيرة من الأمراء المقدمين تسعة فأقاموا هناك مدة ورجعوا من غير طائل من العرب.

وفى شعبان (٣) فرقت الكسوة على الجند بحضرة السلطان، فقطع كسوة جماعة كثيرة من ضعفاء الجند وأولاد الناس وحصل في ذلك اليوم غاية الضرر … وفيه (٤) في ثانى بشنس القبطى أمطرت السماء مطراً غزيراً حتى غرقت الأسواق والأزقة واشتد الرعد والبرق وأقام ذلك يوماً كاملا، وأفرط البرد في تلك الأيام حتى لبس الناس الصوف بعد أن قلع السلطان الصوف ولبس البياض.

وفي رمضان أخلع على لسان الدين بن الشحنة وقرر في قضاء الحنفية (٥) بحلب.- وفيه نودى فى القاهرة بالزينة لأجل مسايرة المقر الشهابي أحمد بن العينى فشق القاهرة (٦) في موكب حافل، وركب معه كاتب السر أبو بكر ابن مزهر، وناظر الجيش القاضى تاج الدين بن المقسى وكان ناظر الخاص أيضاً، وأعيان المباشرين قاطبة، وركب معه جماعة من الخدام، وصنع على الهجن كنابيش مثلث ذهب ولؤلؤ وريش، وصنع أكوار من ذهب مرصعة بفصوص بلخش وفيروز وياقوت، ولم يسبقه أحد لمثل ذلك، فارتجت


(١) في حوادث الدهور ص ٤٦٠ «قانبك المحمودي المؤيدى».
(٢) في يوم السبت ٢٢ من رجب - النجوم الزاهرة ص ٧٣٠، وحوادث الدهور ص ٤٦٠ - ٤٦٥ و ٤٦٦ حيث يذكر تفاصيل كثيرة عن هذه التجاريد. وكان السلطان قد عين التجريدة الثانية في يوم الخميس ١٣ من رجب - حوادث الدهور ص ٤٥٩.
(٣) انظر حوادث الدهور ص ٤٦٥.
(٤) في يوم الجمعة ٢٠ منه - المرجع السابق ص ٤٦٥.
(٥) في الأصل: الشافعية. انظر أيضا حوادث الدهور ص ٤٦٦.
(٦) في عصر يوم الأحد ١٤ من رمضان - المرجع السابق ص ٤٦٧ و ٤٦٩ - ٤٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>