للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البجاسي من نيابة طرابلس إلى نيابة الشام عوضاً عن جانى بك التاجى. وقرر في نيابة طرابلس جانى بك نائب حماه، وقرر في نيابة حماه بلاط نائب صفد، وقرر فى نيابة صفد يشبك قلق المؤيدى أحد الأمراء المقدمين بدمشق - وفيه (١) وصل قاصد جاكم صاحب قبرص وأخبر بقتل جانى بك الأبلق المقدم ذكر وفاته، فالما تحقق السلطان ذلك عين سودون المنصورى (٢) ليخرج مع قاصد جاكم لكشف الأخبار عن حقيقة قتله.

وفي رجب في يوم الأربعاء خامسه كانت وفاة الإمام العلامة قاضى القضاة علم الدين صالح البلقيني (٣) الشافعي رحمة الله عليه، وهو صالح بن سراج الدين عمر شيخ الإسلام، وكان مولده سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وكان عالما فاضلا ولى قضاء الشافعى غير ما مرة وكان أول ولايته سنة ست وعشرين وثمانمائة في دولة المؤيد شيخ، أخذ عن الشيخ ولى الدين العراقى وانتهت إليه رئاسة مذهبه بمصر وخضعت له الناس، ومات وهو متولى القضاء وقد سعى فيها بثمانية آلاف دينار، فأقام في هذه الولاية الأخيرة ثمانية أشهر ومات، فوقف عليه كل شهر بألف دينار، وكان هذا منه غاية الخفة فإنه كان كبر سنه وضعف عن الحركة وظهر عليه العجز. فلما توفى أعاد السلطان القاضي شرف الدين يحيى المناوى إلى قضاء الشافعية (٤) عوضاً عن علم الدين صالح البلقيني، وهذه آخر ولايات يحيى المناوى ولم


(١) وصل القاصد فى يوم الجمعة ٢٣ من جمادى الآخرة - النجوم الزاهرة ص ٧٢٨ - ٧٣٠، وحوادث الدهور ص ٤٥٤ - ٤٥٥ و ٤٦٧ - ٤٦٩ و ٤٧٧ - ٤٧٨، حيث يذكر أبو المحاسن تفاصيل كثيرة عن تسليم مدينة الماغوصة وكيف أن جانى بك الأبلق عامل أهلها معاملة سيئة برغم تسليمهم بالأمان مما أدى إلى قتله.
(٢) يقول في حوادث الدهور ص ٤٦٧ أنه فى شهر رمضان من هذه السنة «أشيع بالقاهرة أن سودون المنصورى الساقى المتوجه إلى قبرس قبل تاريخه أخذته القرصان يعنى السراق في البحر عند خروجه من ثغر دمياط». ثم يقول في ص ٤٧٠ أنه أسر بجزيرة رودس.
(٣) انظر النجوم الزاهرة ص ٧٩٢ - ٧٩٣، وحوادث الدهو ص ٥٧٣ - ٥٧٤، والضوء اللامع ج ٣ ص ٣١٢ - ٣١٤ رقم ١١٩٩، ١١٩٧. Wiet.Manhal Sâfi.p. ١٧٢.no
(٤) في يوم السبت ثامن رجب - النجوم الزاهرة ص ٧٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>