للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معظماً عند الملوك والسلاطين، ولى قضاء الحنفية مدة طويلة نحواً من أربعين سنة، وكذلك مشيخة الجامع المؤيدى، وصنف الكتب الجليلة في العلوم النفيسة، ومولده فى رجب سنة ثمان وستين وسبعمائة، فمدة حياته مائة سنة إلا عاماً وبعض شهور، ولما مات دفنه السلطان في تربته تبركاً به، ومات وهو منفصل عن القضاء، وقد رثاه الشهاب المنصوري بهذه الأبيات فمنها قوله:

دع الأيام تعجب والليالى … فظل نعيمهن إلى زوال

وقصارى عيشهن إلى فناء … وغاية أهلهن إلى انتقال

تنكرت المعارف في عياني … وتمييزى غداً في سوء حال

وما عوضت من بدل وعطف … سوى توكيد سقمى واعتلال

ودائى ليس يشفيه دواء … وجرحى لا يؤول إلى اندمال

لفقد السعد قد سهرت عيونى … فوا أسفا على طيف الخيال

به الأيام قد كانت قصارا … فويلي من لياليها الطوال

وكان ذخيرتى فيها وكنزى … وكان هدايتي عند الضلال

لقد درست دروس العلم حزناً … وقد ضل الجواب عن السؤال

ودق الناس أبواب الفتاوى … وقد وصلوا إلى باب الصيال

بكاك العلم حتى النحو أضحى … مع التصريف بعدك في جدال

وقد أضحى البديع بلا بيان … وقد سفلت معايبه العوال

بكت أوراقه بيض المواضي … دماً ويراعه سمر العوالى

وعين دواته عمشت وآلت … يميناً لا تداوى باكتحال

فواعجبا لجوهرة عليها … بكيت من المدامع باللآلى

وقد عظمت رزيتنا فنبه … لها عمراً ونم جنح الليالى

فلا زالت ذوو الأقدار تلقى … من الأيام أنواع النكال

وكم جنت المنون على كرام … وجندلت الكمي بلا قتال

فيا قبراً ثوى فيه تهنى … فقد حزت الجميل مع الجمال

<<  <  ج: ص:  >  >>