أى أنه كان يستقى أخبار الحوادث - التي لا يراها بنفسه - من مصادر يوثق بها.
وإذا شك فى خبر أو تاريخ ذكر ذلك، مثل قوله (هنا ص ٨٢ س ٢)«وفيه توفى، أو فى الشهر الذي قبله» أو أن يستدرك نفسه، فى قوله (ص ١٤٧ س ١٤ و ١٥)«وقد تقدم القول على ذلك ولكن وقع السهو منى عن إيراده في محله بما تقدم».
وكتب المؤلف في مقدمة الجزء الرابع من كتابه (مخطوط فاتح رقم ٤١٩٧) يفسر الغرض من تأليفه له ويقول (فى صفحتى ١ ب و ٢ أ):
«الحمد لله الذى فاوت بين العباد، وفضل بعض خلق على بعض حتى في الأمكنة والبلاد، والصلاة والسلام على سيدنا أفصح من نطق بالضاد، وعلى آله وصحبه السادة الأمجاد، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وجعلنا ممن يحمد قصده على دفع قضاه، وبعد فهذا جزء من كتابنا المؤلف فى التاريخ الموسوم ببدائع الزهور في وقائع الدهور، وقد أوردت فيه فوائد سنية، وغرائب مستعذبة مرضية تصلح لمسامرة الجليس، وتكون للمنفرد كالأنيس، وقد طالعت على هذا التاريخ كتباً شتى نحو سبعة وثلثين تاريخاً حتى استقام لى ما أريد، وجاء بحمد الله كالدر النضيد، وفيه أقول:
طالع كتابي إن أردت مخبراً … عن مبتدأ خبر الدهور بما جرى
فتراه كالمرآة تنظر فعلما … أبدا الزمان عجائبا بين الورى
«وقد توخيت فيه أخبار مصر وأوردت ذلك شيئاً فشيئاً على الترتيب قاصداً فيه الاختصار، فجاء بحمد الله ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المحل، وذكرت فيه ما وقع فى القرآن العظيم من الآيات المكرمة فى أخبار مصر كناية أو تصريحاً (٢٢) وما ورد فيها من الأحاديث الشريفة النبوية في ذكرها، وما خصت به من الفضائل، وما فيها من المحاسن دون غيرها من البلاد، وما اشتملت عليه من عجائب وغرائب ووقائع وغير ذلك، ومن نزلها من أولاد آدم ونوح ﵉، ومن دخلها من الأنبياء ﵈، ومن ملكها من