للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبتدأ الزمان من الجبابرة والعمالقة واليونان والفراعنة والقبط وغير ذلك، ومن وليها في صدر الإسلام من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، ومن وليها من طائفة الأخشيدية والفاطميين العبيدية، ومن وليها من بنى أيوب وهم الأكراد، ومن وليها من ملوك الترك والجراكسة إلى وقتنا هذا وهو افتتاح عام إحدى وتسعمائة، ومن كان بها من الحكماء والعلماء والفقهاء والمحدثين والقراء، ومن كان بها من الصلحاء والزهاد، ومن كان بها من الشعراء وغير ذلك من أعيان الناس، وقد بينت ذلك في تراجمهم من مبتدأ خبرهم وذكر أنسابهم ومدة حياتهم إلى حين وفاتهم، حسبما يأتى ذكر ذلك في مواضعه على التوالى من الشهور والأعوام».

هذا ولم نعثر على نسخ الأجزاء الثلاثة الأولى من بدائع الزهور في وقائع الدهور، ويظهر أن ابن إياس لم يكتبها إطلاقاً، وحتى إذا كان قد كتبها فإننا لا نستطيع أن نتصور مادتها، هل هى تاريخ مصر قبل الإسلام! وهو ما تكلم عنه بإيجاز في بداية الجزء الرابع وقد رأينا أنه أشار إلى ذلك أيضاً في مقدمته له، أم هى ذكر بدء الخليقة وعجائب المخلوقات وقصص الأنبياء وما يشبه ذلك! ولكن هذا كله لا يملأ ثلاثة أجزاء من حجم أجزاء الكتاب.

أو أن ابن إياس ربما كان قد تخيل موضوع هذه الأجزاء الثلاثة الأولى، عند كتابة مقدمته للجزء الرابع، على أمل أن يكتبها بعد الفراغ من تحرير هذا الجزء. والواقع أنه كان واسع الخيال في مضمون هذه المقدمة ولم يقدر ما لديه من مسودات وما فيها من بيانات، بل ولم يفكر عند كتابتها فيما سوف يتضمن هذا الجزء الرابع من محتويات، أو فيما سيكون عليه حجمه، أو في عدد أجزاء الكتاب التالية لهذا الجزء، إذ نراه يقول فى مقدمته «وذكرت فيه (الجزء الرابع) أخبار مصر ومن وليها من ملوك الترك والجراكسة إلى وقتنا هذا وهو افتتاح عام إحدى وتسعمائة» أى أنه كان يتصور أن هذا الجزء سوف يشمل تاريخ كل هذه السنين حتى سنة ٩٠١، ثم تبين له أثناء الكتابة بعد ذلك ما بلغته ضخامة حجمه فتوقف فى الجزء الرابع عند أخبار سنة ٧٤١ (١٣٤١)، وتلاه بأجزاء أخرى أورد بين محتويات الجزء التاسع منها أخبار سنة ٩٠١ هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>