للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أحق بها من غيره فعدل السلطان عنه، وعين الأمير قايتباى المحمودى شاد الشراب خاناه وعلى يده التقليد لجاني بك التاجي بنيابة حلب.

وفى رمضان عين السلطان نيابة حماه إلى جانى بك الناصرى نائب صفد عوضاً عن جانى بك التاجى، وعين نيابة صفد إلى خاير بك القصروى ٦ نائب غزة عوضاً عن جانى بك الناصرى، وقرر في نيابة غزة شاد بك الصارمي أتابك العساكر بحلب، وقرر فى أتابكية حلب يشبك البجادي حاجب الحجاب بها، وقرر فى الحجوبية بها تغردى بردى بن يونس نائب قلعة حلب، وقرر في نيابة قلعتها إنسان من الجند يقال له كمشبغا السيفى يخشباى وقد سعى بمال له صورة (١). - وفيه (٢) خسف جرم القمر وأظلم الجو واستمر على ذلك إلى قريب طلوع الفجر. وفيه قويت بين الناس الإشاعات بوقوع فتنة من الظاهرية (٣) وقد مالوا إلى جانى بك نائب جدة ثم سكن الاضطراب عن هذا المعنى.

وفى شوال توقف النيل عن الزيادة فى مبتدأ الزيادة واستمر على هذا التوقيف نحواً من أربعة عشر يوماً (٤). فحصل للناس القلق الشديد بسبب ذلك، وارتفع سعر الغلال وتشحطت منه السواحل، وتزاحم الناس على مشترى القمح وصار كل يوم فى تزايد، وكل يوم يتوقف عن الزيادة يرتفع سعر الغلال، فهم السلطان بهدم المقياس حتى لا يعلم الزيادة من النقص، فأشار عليه بعض الناس بالتثبت في ذلك، ثم رسم السلطان للقضاة الأربع بأن يتوجهوا إلى المقياس ومعهم قراء البلد، وكان يومئذ القاضي الشافعي يحيى المناوى، والقاضي الحنفى سعد الدين الديرى، والقاضي المالكي


(١) راجع النجوم الزاهرة ص ٧٠٧ - ٧٠٨.
(٢) في ليلة السبت ١٤ منه - حوادث الدهور ص ٤٢٣.
(٣) انظر المرجع السابق ص ٤٢٣.
(٤) قارن ماجاء هنا عن توقف النيل ثم زيادته ووفائه، بما جاء فى حوادث الدهور ص ٤٢٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>