للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه فى يوم عيد النحر صلى السلطان صلاة العيد، وخرج من الجامع وتوجه إلى الإيوان ونحر الضحايا هناك على العادة القديمة (١)، وكان الأشرف أينال أبطل ذلك وصار ينحر الضحايا بالحوش خوفا من شر المماليك كما تقدم. -وفيه توفيت الست خديجة بنت الأتابكى جرباش كرت (٢) من خوند شقرا ابنة الناصر فرج، وقد ماتت نفساء، وكان موتها يوم عرس أختها على خاير بك المصارع فانقلب ذلك الفرح بالعزاء فتوجه الأتابكي … جرباش إلى التربة بسبب مأتم ابنته. - فبينما هم على ذلك وإذا بالمماليك الأشرفية والأينالية قد وثبوا على السلطان (٣)، فلما ركبوا توجهوا إلى تربة الظاهر برقوق بسبب الأتابكي جرباش وكان مقيما هناك لأجل مأتم ابنته التي ماتت، فلما أحس بهم اختفى فى فسقية الموتى فقبضوا المماليك على ولده سيدى محمد وهددوه بالقتل فدلهم عليه، فأتوا إليه وأخرجوه من الفسقية وأركبوه غصباً على كره منه من تربة الظاهر برقوق وتوجهوا به إلى باب النصر ورفعوا على رأسه صنجق ولقبوه بالملك الناصر، وكثر الدعاء له بالنصر من العوام وغيرهم، واستمر على ذلك وشق من القاهرة ودخل من باب زويلة حتى أتى إلى دار قوصون التي عند حدرة البقر، فعند ذلك اشتدت الفتنة وكثر الاضطراب فجلس بالمقعد الذي بدار قوصون وصاروا الأشرفية والأينالية يقاتلون قتالا هيناً وقد بنوا على غير أساس وصاروا لا رأى ولا تدبير، فلما رأى الأتابكي جرباش هذه الأحوال الفاسدة أخذ فى الهروب، ثم إن الظاهرية والمؤيدية طلعوا إلى القلعة أفواجاً وقويت شوكة الظاهر خشقدم ونزل إلى باب السلسلة وجلس في المقعد المطل على سوق الخيل وقد ظهرت الكسرة على الأشرفية، ثم إن السلطان بعث خلف الأتابكى جرباش مع بعض الخاصكية فطلع إلى القلعة وقت الظهر، فلما قابل السلطان باس له الأرض وشرع يعتذر إليه


(١) انظر حوادث الدهور ص ٤٠٩.
(٢) راجع النجوم الزاهرة ص ٦٩٧، والضوء اللامع ج ١٢ ص ٢٧ رقم ١٥٠.
(٣) انظر تفاصيل أخرى فى النجوم الزاهرة ص ٦٩٦ - ٦٩٩، وحوادث الدهور ص ٤١٠ - ٤١١؛ مع ملاحظة أن النصوص بهما غير مرتبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>