للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما جرى له مع المماليك فقال له السلطان لا بأس عليك، وقيل لما طلع الأتابكي جرباش إلى القلعة عبث عليه الأمير جانى بك نائب جدة فقال له: خُشُّ كلدن ملك ناصر، فلم يرد عليه الجواب، فلما طلع الأتابكي جرباش إلى القلعة نزلوا المماليك الظاهرية واتفقوا مع المماليك الأشرفية في الرملة وزحفوا عليهم إلى الصليبة، فلم تكن إلا ساعة يسيرة وقد ولوا المماليك الأشرفية منهزمين وتشتتوا أجمعين، فعند ذلك توجهوا جماعة من المماليك الظاهرية إلى بيت سنقر قرق شبق الزرد كاش فهبوا كلما فيه وأحرقوه، ثم خمدت هذه الفتنة وتوجه كل منهم إلى داره، ونزل الأتابكي جرباش إلى داره، وقلع المماليك لامة الحرب، وتغافل السلطان عن هذه الواقعة حتى كان من أمر الأشرفية ما سنذكره فى موضعه، ثم قبض على جماعة من أعيانهم وسجنهم بثغر الإسكندرية. - ثم بعد أيام (١) عمل السلطان الموكب بالقصر وبات به، فلما طلعت الأمراء إلى القلعة للخدمة وباتوا بها، فلما صلى السلطان العشاء وتحول، دخل جماعة من المماليك الظاهرية على الأمراء وهم بالقصر فقبضوا على جماعة من الأمراء الأشرفية وهم جانى بك الظريف وجانى بك المشد وبيبرس خال العزيز وغير ذلك من الأمراء الأشرفية نحوا من اثنى عشرة أميراً من مقدمين ألوف وعشرات، وكانوا المماليك الظاهرية لما دخلوا على الأمراء بالقصر لبسوا خوذا وزرديات وبأيديهم قسى ونشاب وسيوف مسلولة، قيل لما أرادوا أن يقبضوا على جاني بك الظريف هاش عليهم بالسيف فتكاثروا عليه ومسكوه ولم يفد من شجاعته شيئاً، فلما قبضوا على الأمراء قيدوهم تحت الليل، فلما طلع النهار نزلوا بهم من القلعة وهم في قيود فتوجهوا بهم إلى ساحل بولاق وانحدروا بهم إلى ثغر الإسكندرية فسجنوا بها. فلما خمدت هذه الفتنة وسكن الاضطراب عمل السلطان الموكب (٢) وأخلع على من يذكر من الأمراء وهم تمر بغا مملوك الظاهر جقمق وقرر رأس نوبة


(١) فى يوم الخميس ٢٦ منه - النجوم الزاهرة ص ٦٩٦ - ٦٩٧، وحوادث الدهور ص ٤١٠.
(٢) في يوم الإثنين سلخ ذى الحجة - النجوم الزاهرة ص ٦٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>