للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج البلاد من الديوان المفرد وفرقها أمريات عشرات على الخاصكية، وصار لا يرد من سأل في شيء من الإقطاعات الثقال (١). ثم إن السلطان ابتدأ بتفرقة نفقة البيعة على الجند وصار يفرق فى كل جمعة طبقة (٢)، وسلسل الأمر في التفرقة حتى يطول الشرح فى ذلك وهو يعتذر عن تحصيل المال، وقد صادر خوند أم الملك المؤيد وبرد بك صهر السلطان وجماعة من حاشية الأشرف أينال. ولما رحل جانم من بلبيس أذن السلطان للأمراء الذين كانوا بالقلعة أن ينزلوا إلى دورهم، وكذلك القضاة الأربع، واستمر الخليفة من يومئذ مقيماً بالقلعة لم ينزل إلى المدينة، وصارت هذه عادة من بعده على الخلفاء (٣)، ثم إن السلطان رتب للخليفة في كل يوم من السماط خمسة أطيار دجاج ورأس غنم ومن السكر رطلين ومن البطيخ حبة، واستمر ذلك في مدة الظاهر خشقدم كلها إلى أن مات. وفيه قرر خاير بك القصر وى وفيه رسم في نيابة غزة (٤) عوضاً عن برد بك بحكم صرفه عنها. السلطان بالإفراج (٥) عن الملك العزيز يوسف بن الأشرف برسباي، وكذلك الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، ورسم بالإفراج عن قانى باى الجركسى، ورسم للملك العزيز والملك المنصور أن يسكنا في أي دار شاءا من الإسكندرية، وأن يركبا إلى صلاة الجمعة والعيدين، وبعث إليهما بالخلع والمراكيب، ورسم لقانى بأى الجركسى بأن يتوجه إلى ثغر دمياط ويقيم به من غير سجن ويركب إلى الجامع وإلى حيث يشاء، ثم إن المؤيد أحمد سعى بمال حتى فك القيد من رجله واستمر في السجن بالإسكندرية إلى أن يأتى الكلام على ذلك. وفيه قرر السلطان على الأمير برد بك الدوادار الثانى صهر الأشرف أينال مائة ألف دنيار يردها إلى الخزائن الشريفة فأظهر


(١) قارن فى ذلك حوادث الدهور ص ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٢) في النجوم الزاهرة ص ٦٩٢ «فى كل يوم طبقة لقلة متحصل الخزانة الشريفة لكل واحد مائة دينار ولمن يستحقون به خمسين ديناراً … ».
(٣) راجع أيضاً النجوم الزاهرة ص ٦٩٤.
(٤) انظر المرجع السابق ص ٦٩٤.
(٥) راجع النجوم الزاهرة ص ٦٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>