للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعتذر إليه بأن يعود إلى دمشق ويستمر في نيابة الشام على عادته وأن يولى بالبلاد الشامية من يشاء ويعزل من يشاء من غير مشورة السلطان، وكل ذلك ضحك عليله حتى يعود إلى الشام، ثم إن السلطان عين دولات باى النجمي بأن يكون متسفرا لجانم بإعادته إلى دمشق، وكان تمراز الأشرفي حضر صحبة جانم نائب الشام فأرسل إليه السلطان خلعة بأن يكون نائب صفد عوضاً عن ٦ خاير بك القصر وى وبعث إلى تمراز بمبلغ له صورة وأرضاه بكل ما يمكن وفيه جاءت الأخبار بوفاة خشكلدى الكجكى نائب حمص (١) وكان دينا خيرا لا بأس به وجاءت الأخبار بوفاة سودون الأبو بكرى المؤيدى نائب حماه (٢) وكان لا بأس به.

وفى شوال صلى السلطان صلاة عيد الفطر، فلما فرغ من الصلاة رسم للأمراء بأن يقيموا بالقلعة ولا ينزلوا إلى دورهم، وكذلك القضاة الأربع، وأرسل خلف الخليفة، وأقاموا الجميع بالقلعة وذلك خوفاً من جانم نائب الشام إلى أن يرحل من الخانكاه، ومنع العسكر من التوجه إليه. ثم بعد يومين من شوال (٣) رحل جانم من الخانكاه على رغم أنفه وقد رأى جماعة الظاهرية والمؤيدية مائلين إلى الظاهر خشقدم، وكان هذا كله بتدبير جاني بك نائب جدة وقد عظم أمره في تلك الأيام جداً وصار مدبر المملكة والظاهر خشقدم في قبضة يده. ثم إن السلطان أخذ في أسباب تفرقة الإقطاعات على المماليك السلطانية فاشتغلوا بذلك إلى أن رحل جانم من بلبيس، وكل ذلك توطية (٤) للأشرفية كما سياتى الكلام على ذلك في موضعه. ورحل جانم ولم يجتمع به أحد من أعيان خشداشينه ترضياً للظاهر خشقدم، وقد عمل على رضاهم وفرق عليهم إقطاعات ثقيلة التي كانت بالذخيرة حتى


(١) كان نائب حمص ثم توفى فى أواخر رمضان وهو أمير في طرابلس - النجوم الزاهرة ص ٧٦٧، والضوء اللامع ج ٣ ص ١٧٧ رقم ٦٨٨.
(٢) كان نائب حماه وتوفى فى أواخر رمضان وهو فى وظيفة أتابك حلب - النجوم الزاهرة ص ٧٦٧، والضوء اللامع ج ٣ ص ٢٧٦ رقم ١٠٠٥، Wet، Manhal Safi، p. ١٦٤، No. ١١٤٦.
(٣) في يوم الجمعة ثانيه - النجوم الزاهرة ص ٦٩٢.
(٤) بمعنى الخفض والحط من مقامهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>