للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول تقدمة أزبك من ططخ، وقرر برد بك البجمقدار من المقدمين أيضاً، وقرر جانى بك المشد الأشرفى أيضاً من المقدمين الألوف، وأنعم على جانى بك قلق سيز بتقدمة ألف وهى تقدمة يشبك البجاسى، وقرر يشبك البجاسي حاجب الحجاب بحلب، ثم بعد ذلك أخلع على بيبرس خال العزيز وقرر رأس نوبة النوب وكان حاجب الحجاب، فقرر في الحجوبية يلباى الأينالى المؤيدى عوضاً عنه، ثم أخلع على قايتباى المحمودي وقرر شاد الشراب خاناه أمير أربعين عوضاً عن جانى بك المشد بحكم انتقاله إلى التقدمة، وصار ينعم بأمريات عشرة على جماعة من الخاصكية (١) من طائفة الأشرفية والظاهرية وأرضاهم إلى الغاية (٢)، ثم نادى للجند بالنفقة أول الشهر.

فلما كان سابع عشرين رمضان جاءت الأخبار بأن جانم المكحل نائب الشام (٣) قد وصل إلى بلبيس بمن معه من العساكر، فلما تحقق السلطان ذلك اضطربت أحواله وكذلك جماعة الظاهرية، وكانت الأشرفية أرسلت كاتبت جانم بالحضور إلى مصر ليلى السلطنة عوضاً عن الملك المؤيد أحمد فسبقه خشقدم وتسلطن، ولم يقسم الجانم شيء من السلطنة. - ثم إن السلطان طلب جاني بك نائب جدة بعد صلاة الجمعة وضرب هو وإياه مشورة في أمر جانم نائب الشام، وصار جانى بك نائب جدة مقيما عند السلطان بالقلعة ليلا ونهارا يشتورون فى أمر جانم فيما يكون، ثم إن السلطان عين الصاحب علاء الدين بن الأهناسى بأن يخرج إلى ملاقاة جانم ويمد له أسمطة بالخانكاه، ثم إن جانى بك نائب جدة أشار على السلطان بأن يرضى جانم بكل ما يمكن ولا يدعه يدخل إلى القاهرة، فبعث إليه عشرة آلاف دينار وأنعم عليه بجميع برك الأمير يونس الدوادار من صامت وناطق وبعث


(١) «باستحقاق وغير استحقاق كما هى عوائد أوائل الدول» النجوم الزاهرة ص ٦٩١.
(٢) يقول أبو المحاسن فى النجوم الزاهرة ص ٦٩١ «وأما ما جدده الملك الظاهر خشقدم من الوظائف مثل الدوادارية والسقاة والسلحدارية فكثير جدا»، وفى حوادث الدهور ص ٣٩٩ «حتى تجاوزت عدة الدوادارية على العشرين بعد عشرة وكذا السقاة بعد ستة والبجمقدارية بعد أربعة وكذا البوابين كانوا أربعة فيما أظن كل هؤلاء خاصكية ليس فيهم أمير كما هى العادة القديمة».
(٣) انظر النجوم الزاهرة ص ٦٩٠ - ٦٩٢، وحوادث الدهور ص ٣٩٩ - ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>