للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لن ترجع الأنفس عن غيها … حتى ترى منها لها واعظ

وفيه توفى، أو في الشهر الذي قبله، الأديب البارع الشهاب أحمد بن الشاب التايب، وكان لطيف الذات عشير الناس، جيد النظم والخط، وله شعر رقيق جداً، وفيه يقول الشهاب المنصوري:

قل لشهاب الدين يا قانعا … بالعقل كنزاً والحيا قوتا

كم فقت في نظمك يا سيدى … درا وفي خطك ياقوتا

فأجابه عن ذلك:

لا غرو إن أصبحت نشوانا بما … أهديت من شعر إلى رقيق

فلقد أدير على من ألفاظه … بالدر والياقوت كاس رحيق

ومن نظمه الرقيق وهو قوله:

توار و اختفى ليرى ويصغى … إلى ما نحن فيه رشا مدلك

فعامل قده استخفى ولكن … علينا سيف ناظره تسلك

وقوله:

الله ظبي له لحظ بأسهمه … رمى فؤاداً شكى منه عياً وعنا

رنا فأبصرت قوسى حاجبه وقد … توافقا في قتال الصب وقت رنا

وفيه جاءت الأخبار من قبرس بأن جانى بك الأبلق ظفر بجماعة من أهل شيرينة (١)، وأن تانى بك الترجمان أخذ المال الذي أورده جاكم ملك قبرس وقصد التوجه إلى مصر، فلما ركب البحر خرج عليه جماعة من عند أخت جاكم ملك قبرس فأخذوا ما كان معه من المال وأسروه (٢)، فلما


(١) شيرينة = Kyrinia، ميناء على الساحل الشمالى لجزيرة قبرس كانت بيد الملكة Charlotte واستولى عليها المماليك فى عاشر شهر ربيع الأول سنة ٨٦٥. انظر النجوم الزاهرة ص ٦٥٠ - ٦٥١.
(٢) يقول في حوادث الدهور ص ٣٤٨ أن جاكم الفرنجى وجانبك الأبلق ظفروا بجماعة من أهل شيرينة وبجماعة أخرى من أهل الماغوصة (Famagusta) الجنوية «وعقب ذلك جهز جاكم الصوف المقرر عليه من الجزية للسلطان في كل سنة صحبة تنبك الترجمان فظفر أهل الماغوصة بتنبك المذكور وأخذ أهل الماغوصة جميع ما كان مع تنبك فشق ذلك على السلطان ورسم بخروج تجريدة إلى أهل الماغوصة».

<<  <  ج: ص:  >  >>