للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغ السلطان هذا الخبر شق عليه وعين تجريدة ثانية إلى قبرس (١) وفيه (٢) قرر فى ولاية القاهرة أينال الأشقر اليحياوى الظاهرى، وصرف عنها على بن الفيسي.

وفي جمادى الأولى فى ثالثه ابتدأ السلطان في مرضه الذي مات به فلزم الفراش من يومه وصار الألم كل يوم فى تزايد، فأرسلوا خلف الأمير برد بك صهر السلطان، وكان توجه إلى الطينة (٣) هو والناصري محمد نقيب الجيش ليكشفا عن مكان على ساحل البحر المالح لينشئ به السلطان برجا لاجل طروق الفرنج للسواحل. - وفيه (٤) تزايد مرض السلطان حتى أشيع موته وكثر القال والقيل بين الناس، فنزل أينال الأشقر من القلعة وشق القاهرة ونادى بالأمان والاطمان وأن أحدا لا يكثر كلاما فيما لا يعنيه، فسكن الاضطراب قليلا - فلما اشتد المرض بالسلطان وظهرت عليه علامات الموت تكلم جماعة من خواصه معه بأن يخلع نفسه من الملك ويولى ولده الأتابكى أحمد، فأجاب إلى ذلك، ثم نزل الأمر عن لسانه بحضور الخليفة والقضاة الأربع، ثم طلب أرباب الدولة من أهل الحل والعقد، فلما تكامل المجلس (٥) دخلوا على السلطان وهو في النزع فشهدوا عليه بخلع نفسه من السلطنة وأن يسلم الأمر إلى ولده الأتابكى أحمد فأشهد على نفسه بذلك، ثم أن الخليفة بايع الأتابكى أحمد بالسلطنة، وأحضر إليه شعار السلطنة فأفيض عليه وركب من الدهيشة قاصدا للقصر الكبير، وكان من أمره ما سنذكره في موضعه. - فأقام السلطان أينال بعد سلطنة ولده يوما وليلة.


(١) يقول في حوادث الدهور ص ٣٤٨ أن جانبك الأبلق كتب للسلطان «يطلب جماعة من عشير البلاد الشامية المشاة ليستعين على قتال أهل الماغوصة فرسم السلطان أن يكتب إلى نواب البلاد الشامية بإرسال ستمائة مقاتل منهم وتسفيرهم إلى جهة قبرس».
(٢) في ٢٥ ربيع الآخر - النجوم الزاهرة ص ٥٥٥.
(٣) وكانا قد سافروا إليها فى ١٧ ربيع الآخر - حوادث الدهور ص ٣٤٨ - ورجعا إلى القاهرة فى ٥ جمادى الأولى - النجوم الزاهرة ص ٥٥٦.
(٤) في ١٢ منه - النجوم الزاهرة ٥٥٦.
(٥) في يوم الأربعاء ١٤ جمادى الأولى - المرجع السابق ص ٥٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>