للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدهيشة وقد هموا بأن يهجموا عليه فلما عاينوه رجموه بالحجارة فولى وهو مستعجل حتى وقع إحدى نعليه من رجله فلم يلتفت إليه ومر حافياً، ويقال إنه أصابه طوبة من الرجم في ظهره، وانعطب بعض الخاصكية من الرجم فى وجهه وكانت حادثة شنيعة قل أن يقع في الحوادث أشنع منها، فلما دخل السلطان الدهيشة أغلقوا عليه الباب وكان عنده بعض أمراء، واستمر الحال على ذلك إلى بعد العصر والأمراء والخاصكية قد تعوقوا بالقلعة، فترددت الرسل بين السلطان وبين المماليك الجلبان في هذه الواقعة فال الأمر فيها بأن زاد لهم ألفي درهم فى الكسوة فصارت من يومئذ ثلاثة آلاف درهم لكل مملوك، وزاد لهم فى الأضحية رأساً من الغنم في كل سنة (١) فسكنت الفتنة قليلا، وقد استطالوا بعد ذلك على الناس ووقع منهم أمور شنيعة يطول الأمر في شرحها وعظم أذاهم بالناس جدا ووقع منهم أمور ما وقعت من مماليك السلاطين قبلهم قط. - وفيه عقد مجلس بين يدى السلطان وحضر القضاة الأربع ومشايخ العلم، فلما تكامل المجلس تكلم الجمالى يوسف مع القضاة بسبب غش الفضة في المعاملة (٢)، وأحضروا نقود الدول القديمة من أيام المؤيد شيخ إلى دولة الظاهر جقمق فسبكت فلم يوجد أكثر غشا وفسادا من ضرب فضة دولة الأشرف أينال، فأمر السلطان بإشهار المناداة فى القاهرة بإبطال المعاملة الحلبية والدمشقية، فوقف حال الناس وأشيع أن العامة ترجم الجمالى يوسف ناظر الخاص واضطربت الأحوال فنودي في القاهرة بأن كل شيء على حاله في المعاملة ثم نقض ذلك بعد مدة كما سيأتى الكلام على ذلك. - وفيه (٣) جاءت الأخبار


(١) راجع النجوم الزاهرة ص ٢٧٧ حيث يقول «فجعلوا لكل واحد ثلاثة من الغنم الضأن».
(٢) انظر تفصيل هذا في النجوم الزاهرة ص ٤٧٨، وحوادث الدهور ص ٢٩٣ - ٢٩٦.
(٣) توفى بمكة فى تاسع صفر - النجوم الزاهرة ص ٥٩٧، وحوادث الدهور ص ٣٧٧ - ٣٧٨، والضوء اللامع ج ٨ ص ٢٩٩ رقم ٨٤٤، ونظم العقيان ص ١٦٧ - ١٦٨ رقم ١٨١، Wiet، Manhal Safi، p. ٤٢٢، no ٢٧٩٦

<<  <  ج: ص:  >  >>