للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان جد المؤلف الأمير إياس الفخرى الظاهرى من جنيد أحد مماليك السلطان الظاهر برقوق، وترقى في عهد أستاذه هذا إلى أن ولى الدوادارية الثانية أيام ابنه السلطان الناصر فرج (١). ومن المرجح أن إياس الظاهرى قد توفى بعد سنة ٨٣٠ (١٤٢٧) (٢)

ويقول المؤلف (٣) عن والده شهاب الدين أحمد بن إياس أنه كان من مشاهير أبناء الناس، كثير العشرة للأمراء وأرباب الدولة، وأنه بلغ من العمر نحو أربع وثمانين سنة، أنجب فيها خمسة وعشرين ولداً ما بين ذكور وإناث عاش منهم ثلاثة، المؤلف وأخت له وأخوه الجمالى يوسف الزرد كاش. وتوفى شهاب الدين أحمد بن إياس فى ١٣ من شعبان سنة ٩٠٨ (١٠ من فبراير سنة ١٥٠٣).

ويذكر ابن إياس (٤) أخاه «على عادته» فى تواضع تام ودون أية مباهاة بما أظهره من خبرة واسعة ومعرفة ودراية بفنه - بين أخبار شهر ذي القعدة سنة ٩١٦ (فبراير سنة ١٥١١) - في حضرة السلطان الأشرف قانصوه الغورى عند ما طلع إليه الأمير أركماس من ولى الدين، الذي كان نائب الشام، وقدم إليه قطعة صلبة أهداها إليه بعض العربان وقال عنها إنها من الفولاذ وأنها صاعقة نزلت ببعض الجبال، ففرح السلطان بذلك وجمع السباكين الذين أجمعوا على صحة ذلك، فنظر إليها «بعض الزرد كاشية» فأنكر ذلك وقال هذه من الحجر الصلب، فلما سمع السلطان ذلك شق عليه ونزل إلى الميدان وجمع السباكين وحضر الأمير أركماس ووضعوا الحجر في النار ولكنه تفتت «فخجل الأمير أركماس من ذلك وانتصف عليه ذلك الزرد كاش وهو الجمالى يوسف أخو مؤلفه وعد ذلك من النوادر».


(١) ابن إياس (طبعة كاله ومصطفى) ج ٤ ص ٤٧ س ١٢.
(٢) Wiet، Manhal Sàfi، p. ٨١، no. ٥٦٣.
(٣) ج ٤ ص ٤٧.
(٤) ج ٤ ص ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>