للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاج وكان أمير ركب المحمل خاير بك الدوادار الثانى مملوك السلطان، وأمير ركب الأول أرغون شاه الأشرفى، وكان لهما يوم مشهود. وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن شاه سوار خرج من الأبلستين هارباً (١) ولم تقبل عليه أهل الأبلستين، فعند ذلك أرسل السلطان خلعة إلى رستم (٢) عم شاه سوار وقرره على الأبلستين عوضاً عن شاه بضاغ، ونسب شاه بضاغ إلى التقصير لكونه لم يحارب شاه سوار.

وفى ذى القعدة (٣) توفى شمس الدين بن الفالاتى، وكان عالماً فاضلا فاق والده في النظم والنثر، وكان له شهرة وفضيلة زائدة. وفيه (٤) قرر في نيابة طرابلس قانى باى الحسنى أحد الأمراء الطبلخانات، فعد ذلك من النوادر لكونه أمير طبلخاناه وولى طرابلس فأعيب ذلك على الظاهر خشقدم.

وفى ذى الحجة ماتت للسلطان ابنة عمرها ست سنين من سريته خوند سورباى، فتأسف عليها السلطان حتى أنه أبطل خدمة القصر في يوم موتها. وفيه توقف النيل عن الزيادة (٥) في مسرى واستمر متوقفاً ١٥ ستة أيام متوالية فقلق الناس لذلك، ورسم السلطان للقضاة والعلماء بأن يتوجهوا إلى المقياس ويدعوا إلى الله تعالى بالزيادة، فاستمر الحال على ذلك إلى حادي عشر مسرى. فاما كان يوم الجمعة توجه تمر الوالى إلى الروضة وشوش على المتفرجين وأحرق الخيام التى كانت هناك وضرب جماعة المتفرجين، وكان يوماً مهولا. فلما كان يوم السبت سابع عشرين الحجة بعث الله تعالى بالزيادة فسر الناس بذلك، واستمرت الزيادة عمالة إلى أن حصل


(١) انظر حوادث الدهور ص ٥٢١ - ٥٢٢.
(٢) انظر النجوم الزاهرة ص ٧٤١.
(٣) فى يوم الجمعة ١٤ منه - وهو شمس الدين محمد بن على المعروف بابن الفالاتي - النجوم الزاهرة ص ٨١٣ - ٨١٤، وحوادث الدهور ص ٥٩١، والضوء اللامع ج ٨ ص ١٩٧ - ١٩٩ رقم ٥١٧.
(٤) في يوم الخميس ٢٠ منه - النجوم الزاهرة ص ٧٤١ - ٧٤٢.
(٥) راجع حوادث الدهور ص ٥٢٥ - ٠٥٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>