للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخى قاضي القضاة سعد الدين وقرر في كتابة السر بمصر، عوضاً عن محب الدين بن الشحنة، وقيل إنه سعى في كتابة السر حتى وليها بثمانية آلاف دينار وياليته لا سعى. وفيه (١) أخلع على نور الدين بن الإنباني وقرر فى نيابة كتابة السر، عوضاً عن لسان الدين بن محب الدين بن الشحنة. وفيه قرر في نيابة دمياط حسن البلوى (٢) الحصنى، وصرف عنها محمد بن كزل بغا العيساوى. - وفيه (٣) نزل السلطان من القلعة ودخل إلى دار الأمير تمر بغا رأس نوبة النوب، ثم خرج من عنده ودخل إلى دار قاني بك المحمودى وكان حصل له رمد فعاده، ثم رجع إلى القلعة وشق من الصليبة، فلما شق من الصليبة ضج له الناس بالدعاء وشكوا له من ظلم تنم رصاص المحتسب فسمع ذلك وسكت لأجل جانى بك نائب جدة.

وفي ذي القعدة في يوم السبت رابعه ماتت بنت خوند الأحمدية (٤) وهى والدة الشهابي أحمد بن عبد الرحيم العينى وكانت ربيبة السلطان في مقام ابنته، فلما ماتت صلوا عليها بالقلعة ونزل معها الأمير جانى بك نائب جدة أمير دوادار وجماعة من الأمراء والقاضى كاتب السر برهان الدين بن الديري، واستمروا معها إلى تربة السلطان التي أنشأها. فلما رجعوا من التربة ترافق كاتب السر مع الأمير جانى بك نائب جدة فى الطريق فخلط كاتب السر مع الأمير جانى بك فى الكلام، وكان برهان الدين بن الديرى عنده بعض خفة ورهج فقال للأمير جانى بك هذه الميتة خرجت من القلعة يوم السبت ولا بد ما يعقبها أحد كبير وأظنه السلطان، فأسر الأمير جاني بك هذا الكلام في نفسه، وكانت هذه الكلمة سببا لعزل ابن الديرى من كتابة السر، فلما طلع الأمير جانى بك إلى السلطان نقل له ما قاله ابن الديري: وأظن ما يعقب


(١) في يوم الخميس ٢٤ منه - النجوم الزاهرة ص ٧١٠ - وكان نور الدين بن الإنباني قبل ذلك «عين موقعى الدست الشريف».
(٢) فى حوادث الدهور ص ٤٢٩ «التلوى».
(٣) في يوم الثلاثاء ٢٩ من شوال … المرجع السابق ص ٤٣٠.
(٤) انظر النجوم الزاهرة ص ٧١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>