للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد اشتهر بالصلاح فنفى تانى بك إلى ثغر دمياط، فلما نفاه سعى أبو الخير النحاس وكيل بيت المال وتكلم مع السلطان فى إحضار خشقدم من دمشق ليلى حجوبية الحجاب فأحضره السلطان من دمشق وقرره في حجوبية الحجاب عوضا عن تانى بك البردبكى وأنعم عليه بإقطاعه أيضاً وذلك في سنة أربع وخمسين وثمانمائة، فأقام على ذلك إلى أن توفى الملك الظاهر جقمق وتسلطن الأشرف أينال فقرره فى أمرة السلاح وسافر فى أيامه باش العسكر في التجريدة التي خرجت إلى ابن قرمان، فلما توفى الأشرف أينال وتسلطن ابنه المؤيد أحمد فقرره في الأتابكية عوضا عن نفسه فأقام فى الأتابكية نحوا من أربعة أشهر، فلما وثب العسكر على الملك المؤيد أحمد في رمضان وانكسر وخلع من السلطنة كما تقدم فاتفق رأى الأمراء على سلطنة الأتابكى خشقدم إلى أن يحضر جانم نائب الشام فيسلطنوه، فلما تسلطن خشقدم ثبت في السلطنة حتى مات على فراشه وهو سلطان كما سيأتى ذكر ذلك في موضعه.

وفى اليوم الثانى من سلطنته توفى (١) الأمير يونس الأقباى المعروف بالبواب، أمير دوادار كبير؛ صهر السلطان (٢)، وكان مريضاً فمات في ذلك اليوم، وكان أميراً رئيساً حشماً عاقلا سيوساً جواداً كريماً سخياً، ذا هيئة وشهامة زائدة، وله بر ومعروف قليل الأذى، وأصله من مماليك أقباى المؤيدى نائب الشام، وولى عدة وظائف سنية منها شادية الشراب خاناه، ثم بقى مقدم ألف، ثم بقى دوادارا كبيراً وتزوج ببنت الأشرف أينال وكان لا بأس به في الأمراء.

ثم إن السلطان رسم بإخراج الملك المؤيد أحمد إلى ثغر الإسكندرية (٣)، فنزل من القلعة وقت الظهر وهو مقيد، هو وأخوه الناصري محمد وقراجا الطويل، فنزلوا من باب السلسلة وشقوا من الصليبة، وهم على أكاديش


(١) في ٢٢ رمضان النجوم الزاهرة ص ٧٦٦ - ٧٦٧، وحوادث الدهور ص ٥٦٣ - ٥٦٤، والضوء اللامع ج ١٠ ص ٣٤٥ رقم ١٣٢٠.
(٢) صهر السلطان الأشرف أينال.
(٣) في يوم الثلاثاء ٢١ رمضان - النجوم الزاهرة ص ٦٨٠ - ٦٨٣ و ٦٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>