فانبرى «جماعة كثيرة من فضلاء العصر فوق المائتى إنسان» يتبارون فى نظم الرد على هذين البيتين، «وقيل إن السلطان لم يعجبه شيء من هذه الأجوبة التى أجاب بها الشعراء وإنما أعجبه قول صفى الدين الحلى»:
فمن رام تقويمي فإنى مقوم … ومن رام تعويجى فإنى معوج
والواقع أننا نجد فى كتب مؤرخى ذلك العصر نماذج كثيرة من أشعار هؤلاء الأدباء تحتاج إلى عناية خاصة بدراستها لنتعرف على هذه الحلقة الغامضة من تاريخ الأدب العربي فى مصر.
ويذكر ابن إياس من معاصريه، غير هؤلاء الأدباء والشعراء، الكثيرين من الكتاب والمؤرخين الذين عرفهم وترجم لهم فى كتابه «بدائع الزهور» مثل: خليل بن شاهين الصفوى والعينى وأبى المحاسن وابن الصيرفي والسخاوى وابن الطولوني. كما يذكر من شيوخه جلال الدين السيوطى وعبد الباسط بن خليل يستشهد بأقوالهما وأشعارهما ويذكرهما فى كثير من الاحترام والتقدير وعرفان الجميل.
أما فى الأجزاء الغير معاصرة من كتابه فإنه يقول (١)«وقد طالعت على هذا التاريخ كتباً شتى نحو سبعة وثلاثين تاريخاً حتى استقام لى ما أريد». ثم ذكر الكثير من أسماء من نقل عنهم من الأولين أمثال: ابن عبد الحكم والكندى وابن وصيف شاه والقضاعي وأبي شامة والمسعودى والذهبي والواقدي والصولى وابن زولاق وابن الداية والحاحظ وابن خلكان وابن عساكر والمسبحي وابن الأثير وابن الجوزى والثعلبي، ثم المقريزى وابن حجر العسقلاني وابن فضل الله العمري وغيرهم من أبناء الجيل السابق لعصره.