ذلك ما ذكرناه، ودواء أهل مصر الذى يدفع عنهم ضرر ماء النيل إدمان شرب ماء الليمون والنارنج، وكثرت الخل وأخذ الأدوية المعتدلة ولو زادت حرارة الشمس على ماء النيل وطال طبخها له لصار مالحا بمنزلة ماد البخار الراكدة التى لا حركة لها إلا وقت جزر البحر، عند هبوب الرياح، وهو أوفق للزرع والمنابت من الحيوان.
***
[ذكر عجائب النيل على سبيل الاختصار]
قال المسعودى: فى نيل مصر وأرضها عجائب كثيرة من الحيوانات، فمن ذلك السمك المعروف بالرعاد وهو نحو الذراع، إذا وقعت فى شبكة الصياد ارتعدت يده وعضده فيعلم بوقوعها فيبادر إلى أخذها من الشبكة، ولو أمسكها بخشبة أو قصب فعلت ذلك.
وقد ذكرها جالينوس وأنها إذا جعلت على رأس من به صداع شديد أو شقيقه وهى بالحياة هذا من ساعته.
وقال بعضهم: إذا علقت المرأة شيئا من الرعاد عليها، لم يطق زوجها البعد عنها ساعة، وكذلك أن علق الرجل عليه لم تكد المرأة أن تفارقه ساعة واحدة، ومنها السقنقور وهو قزيب الشبه من الورل، وقيل إنه فرخ التمساح فإذا خرج من البيضة فما قصد الماء صار تمساحا، وما قصد الرمل صار سنقورا، ولا يكون هذا فى النيل أو بنهر مهران من أرض الهند ويسمى بالورل المائى، وأكثر ما يوجد فى الرمال التى تلى النيل من نواحى الصعيد أو الفيوم.
وهذا السقنقور يتولد من ذكر وأنثى، ويوجد للذكر خصيتان كخصيتى الديك، وله ذكران وللأنثى منه فرجان، وتبيض فوق العشرين بيضة وتدفنها فى الرمل. وقيل أن قوما شؤومنه وأكلوا فماتوا كلهم فى ساعة واحدة، وقيل شحمه ينفع للجماع وقوة الباء.
ومن عجائب النيل فرس البحر: قال عبد الله بن أحمد بن سليم الأسوانى فى كتاب