للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوضاً عن العلاى على بن الشيباني. وفيه توفيت خوند فرج ابنة الأمير سودون الفقيه زوجة الظاهر ططر أم ولده الملك الصالح محمد (١). وماتت ولم تتزوج بعد الظاهر ططر، وكانت قد بلغت السبعين. - وفيه (٢) نزل السلطان إلى الإسطبل وحكم به، ولم يفعل ذلك في مبدأ سلطنته إلا في هذه السنة وصار ينزل فى كل يوم سبت وثلاثاء، ونادى للناس من له ظلامة يطلع إلى الإسطبل يوم السبت والثلاثاء، وكان هذا آخر إظهار عدله وتوفى في السنة الآتية.

وفي ربيع الآخر جاءت الأخبار من حلب بأن رستم بن ذلغادر قد تحارب مع شاه سوار، فرسم السلطان لنائب حلب بأن يخرج بعساكر حلب لمساعدة رستم بن ذلغادر (٣)، وهذا أول فتح باب الشر مع شاه سوار. - وفيه (٤) نزل السلطان من القلعة وتوجه إلى الرماية ببركة الحب (٥)، ثم عاد في آخر النهار وشق من القاهرة فى موكب حافل، وهذا أول نزوله إلى الرماية ببركة


(١) انظر الضوء اللامع ج ٧ ص ٢٧٤ رقم ٧٠٢.
(٢) في يوم السبت ٢٣ منه وانظر تفاصيل عن ذلك في النجوم الزاهرة ص ٧٤٤ - ٧٤٥.
(٣) انظر حوادث الدهور ص ٥٣٠ - ٥٣١.
(٤) في يومى الإثنين والسبت ١٥ و ٢٧ منه النجوم الزاهرة ص ٧٤٥، وحوادث الدهور ص ٥٣٣. ثم نزل مرة ثالثة في يوم الخميس تاسع جمادى الأولى حوادث الدهور ص ٥٣٣.
(٥) «بركة الحب» كتبها ابن إياس (هنا وفيما بعد ص ١٨٣ س ٧) مضبوطة بالخاء المفتوحة والباء المشددة في مناسبة ذكر ما يعمل بها من الرماية (الصيد). انظر أيضاً ابن إياس - طبعة كالا ومصطفى - ج ٣ ص ٦٣ و ٨٥ و ٨٨ وص ٣٢٢ حيث يقول إن السلطان قايتباى «أبطل الرمايات التي كانت تعمل ببركة الحب».
أما أبو المحاسن فيقول في المواضع الثلاثة المذكورة فى الحاشية السابقة أن السلطان «نزل إلى رماية البركة» دون أن يحدد اسمها أو مكانها.
فهل «بركة الخب» التي يذكرها ابن إياس مكان آخر غير «بركة الجب» أو «بركة الحاج»؟ وهل من الجائز أن يخطئ ابن إياس فى كتابة هذا الاسم فى ستة مواضع مختلفة من مخطوط واحد كتبه بنفسه وبخط يده مما يدل على أنه سمع هذا الاسم وعرفه ثم كتبه؟
هذا مع العلم أن اسم «بركة الجب» لم يستعمله المؤرخون بعد أواخر القرن الثامن للهجرة بل استبدلوه باسم «بركة الحجاج» كما يشير إلى ذلك ابن الفرات في تاريخه (المجلد التاسع الجزء الأول ص ٨١) حيث يقول في حوادث سنة ٧٩١ أن الأمراء «نزلوا ببركة الجب المعروفة الآن ببركة الحجاج» وهذه هي المرة الوحيدة التي أشار فيها ابن الفرات إلى اسم «بركة الجب».

<<  <  ج: ص:  >  >>