للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالماً فاضلا عارفاً بالفقه كثير الزهد والورع، وكان يكتسب من أجرة غسيل أثواب الناس حتى يقتات به. وفيه توفى جماعة من الأتراك منهم بطا الناصري الخازندار. وتوفى ملكتمر البواب الأشرفي أحد العشرات. - وتوفى قجماس المؤيدى أحد العشرات وكان قد جاوز الثمانين سنة من العمر. وتوفى كمشبغا الجاموس أحد الخاصكية وكان قد جاوز التسعين سنة من العمر. وفيه توفى الشيخ عيسى المغربى الذى كان يدعى الصلاح وافتتن به تمراز الشمسى و برد بك صهر الأشرف أينال. وفيه جاءت الأخبار بوفاة عالم تونس الشيخ أبو العباس أحمد التونسى المالكي، وكان عالماً فاضلا نحوياً وله يد طائلة في العربية، أخذ العلم عن مشايخ تونس، ومات وله من العمر نحواً من مائة سنة. ومن الحوادث أن في يوم الأربعاء وهو آخر يوم من ذى الحجة سلخ سنة تسع وستين وثمانمائة خرج الصاحب شمس الدين محمد البباى إلى بعض أشغاله فنزل فى مركب وتوجه إلى نحو بيسوس ثم عاد بعد العصر قريب المغرب، فلما وصل إلى رأس خليج الزريبة تحت بيت سعد الدين بن الأراويلى انقلبت به المركب هناك وكان النيل في قوة الزيادة فغرق هو ومن معه، فطلع الجميع حتى الطست والأبريق وحق الدقاق الذي كان معه في المركب، لا خلا منه فإنه لم يظهر أبداً حتى ولا في شطنوف التي هي محط رحال الغرقاء، وكان عبرة من الله تعالى فى غرقه، وكان البباى قد سطا على الناس وحصل منه الضرر الشامل، وكان ظالماً عسوفاً جاء على الناس مجيء صعب فأخذه الله بغتة، فكان كما قيل في المعنى:

لا تكرهوا الموت إن فيه … حصاد كل امرئ خبيث

فمستريح ومستراح منه … كما جاء في الحديث

وكان صفته أسمر اللون جداً طويل القامة غليظ الجسد أسود اللحية، وعنده عترسة وغرثلة في كلامه عامى الطباع خالياً من الفضيلة لا يقرأ ولا يكتب، وكانت وزارته من غلطات الزمان (١) انتهى ذلك.


(١) راجع النجوم الزاهرة ص ٨٠١ - ٨٠٤، وحوادث الدهور ص ٥٨٠ - ٥٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>