للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نائب الشام. - وفيه قبض منصور الأستادار على شرف الدين بن كاتب غريب ناظر الديوان المفرد (١) وضربه بين يديه ضرباً مبرحاً وقرر عليه نحواً من خمسين ألف دينار، وصار فى كل يوم يضربه مائة عصاة حتى ضربه بالمقارع وهو يقول: ما أقدر على هذا القدر الذى قررته على، وكان هذا أكبر أسباب الفساد في حق منصور حتى كان سبباً لضرب عنقه كما سيأتى ذكر ذلك في موضعه .. وفيه جاءت مكاتبة (٢) حسن بك الطويل بأنه سار نجدة إلى ابن قرمان لما تحارب مع أخوته، فكسرهم وفروا منه إلى بلاد ابن عثمان فأخذ منهم عدة قلاع، فسر السلطان بهذا الخبر.

وفي ربيع الآخر (٣) أخلع السلطان على البدرى حسن بن أيوب واستقر به نائب القدس عوضاً عن تغرى بردى الأشرفي. - وفيه (٤) قرر في نيابة البيرة ألماس الأشرفى دوادار السلطان بحلب، فلما تولى نيابة البيرة قرر في دوادارية السلطان بحلب على بن الشيباني.

وفي جمادى الأولى (٥) عزم الأمير قائم التاجر أمير مجلس على السلطان في ربيع خيوله، فنزل إليه السلطان ومعه سائر الأمراء والعسكر، فصنع الأمير قائم للسلطان ضيافة حافلة ومد له أسمطة عظيمة، فقيل أصرف على هذه الأسمطة التي صنعها للسلطان والأمراء ألف دينار، فأقام السلطان عنده إلى بعد العصر، فلما أراد أن يركب قدم إليه الأمير قانم تقدمة حافلة ما بين خيول ومماليك وغير ذلك، فركب السلطان من عنده بعد العصر، فلما عاد من عنده دخل إلى بيت الصاحب شمس الدين البباى، وخرج من عنده توجه إلى بيت منصور الأستادار فلما شعر بمجيء السلطان بسط له الشقق الحرير من رأس الزقاق ونثر على رأسه خفائف الذهب والفضة، وكان عنده علم بمجيء


(١) انظر حوادث الدهور ص ٤٨٦.
(٢) اقرأ تفاصيل من هذه المكاتبة في المرجع السابق ص ٤٨٦ - ٤٨٨.
(٣) في يوم السبت ١٥ منه - حوادث الدهور ص ٤٨٩.
(٤) في يوم الإثنين ٢٤ منه - النجوم الزاهرة ص ٧٣٢.
(٥) فى يوم الأحد أوله - حوادث الدهور ص ٤٨٩ - ٤٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>