للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على نظامه وهذا الأمر مشهور بين الناس، ولم يكن من بنى الأقباط بل أصله من أهناس من خيار أهلها .. وفيه (١) توفى قاضي القضاة الحنفي بدر الدين حسن بن عل بن محمد بن على بن الصواف الحنفى، وكان فاضلا ديناً خيراً متواضعاً، ولى قضاء حماه مدة طويلة، ثم تولى قضاية القضاة بمصر فلم تطل أيامه بها، وقيل مات مسموماً، وكان من أعيان علماء الحنفية ومولده سنة ثلاث وثمانمائة - وفيه (٢) وصل الأمراء الذين بعثوا إلى السجن بثغر الإسكندرية وهم تمر بغا وأزبك من ططخ وقانى باى الساقي و برقوق، فلما حضروا باتوا بدار يشبك الفقيه ثم صعدوا إلى القلعة فأكرمهم السلطان وأخلع عليهم كوامل بصمور ونزلوا إلى بيوتهم على عادتهم، وقد أدركهم النمرج بعد الشدة فاقاموا بالسجن بثغر الإسكندرية ثلاثة أيام وفكت قيودهم وحضروا على أحسن وجه. وفيه قبض السلطان على مجد الدين ابن البقرى وصرفه عن الوزارة، وأخلع على الشرفى يونس بن عمر بن جنكلي بغا (٣) دوادار فيروز الزمام عوضاً عن مجد الدين بن البقرى، فلما أخلع عليه بالوزارة ألبسوه أطلسين ومثمر لا خلعة الوزارة كونه متزيياً بزى الأتراك. وفيه (٤) أعيد القاضي محب الدين بن الشحنة إلى قضاء الحنفية عوضاً عن ابن الصواف، وهذه ثانى ولاية وقعت لابن الشحنة بمصر. وفيه عقد مجلس بالصالحية وحضر القضاة الأربع بسبب أهل الذمة، وكان السلطان منع أهل الذمة من التكلم فى مباشرات الأمراء ونودى بذلك في القاهرة، فلما عقد المجلس بالصالحية أحضروا العهود التي كتبت عليهم قديماً بأنهم لا يباشروا في ديوان أحد من الأمراء ولا يتعمموا بأكثر من عشرة أذرع، فوقع في ذلك المجلس كلام كثير وضيقوا عليهم فأسلم منهم في ذلك اليوم


(١) في يوم الأحد رابع المحرم - النجوم الزاهرة ص ٧٨٢ - ٧٨٣، وحوادث الدهور ص ٥٧٠، وا والضوء اللامع ج ٣ ص ١١٣ - ١١٤ رقم ٤٤٣
(٢) في يوم الإثنين خامسه النجوم الزاهرة ص ٧٢٠، وحوادث الدهور ص ٤٤٠.
(٣) فى النجوم الزاهرة ص ٧٢١ «يونس بن عمر بن جربغا العمرى».
(٤) في يوم الخميس ثامنه - المرجع السابق ص ٧٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>