الجراكسة، وكان كل من يقع له من الزغلية يوسطه، وأصلح معاملة الفضة في أيامه وأبطل بقية المعاملات كلها، وكان قليل المصادرات لأرباب الدولة بالنسبة إلى غيره من الملوك، وكانت أيامه كلها لهو وانشراح، مع أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فكان يخط له كاتب السر على المراسيم حتى يمشى عليها بالقلم ويتبع الرسوم، وكان عاقلا سيوسا حليما عارفا بأمور المملكة ينزل الناس منازلهم، وكان غير سفاك للدماء حتى قيل أنه لم يسفك دما قط في أيام سلطنته بغير وجه شرعى وهذه من النوادر الغريبة، لكنه كان عنده شح زائد ومسك يد، وكان خاليا من العلم وقراءة القرآن ورب إنه ما كان يحسن قراءة الفاتحة، والغالب عليه العجمة فى لسانه، عاريا عن الفضائل في أمور الدين، ومن محاسنه أنه زاد الكسوة للجند حتى بقيت ثلاثة آلاف درهم، ومن محاسنه إصلاح المعاملة في نقود الفضة وكانت قد كثر فيها الغش وكانت دولته ثابتة القواعد. أما قضاته الشافعية فالقاضي علم الدين صالح البلقيني وناهيك به في الشافعيه وأما قضاته الحنفية فشيخ الإسلام سعد الدين سعد الديري وناهيك به في الحنفية وأما قضاته المالكية فالقاضي ولى الدين السنباطي الأموى، ثم السيد الشريف حسام الدين بن حريز وأما قضاته الحنابلة فالقاضي عز الدين أحمد بن نصر الله الحنبلي.
وكان الأشرف أينال ماشيا فى أيام سلطنته على القواعد القديمة في أشياء كثيرة من أفعاله، وكان ولده أتابك العساكر، وصهره دوادار كبير، ونواب البلاد الشامية فى قبضته، وكان الجمالى يوسف ناظر الخاص مدبر مملكته كما كان القاضى عبد الباسط فى دولة الأشرف برسباي، وكان ينقاد إلى الشريعة ويحب العلماء قليل العزل للقضاة وأرباب الوظائف، وكان معظم مساوئه من مماليكه الجلبان وفى الجملة كان الأشرف أينال خيار ملوك الجراكسة في الحلم ولين الجانب وكثرة الاحتمال وقلة الغضب وعدم البطش والجبروت والتكبر، وكان الغالب عليه الحلم، ولم يكن شديد البأس انتهى ما أوردناه من أخبار الملك الأشرف أينال العلاى وذلك على سبيل الاختصار، ولما مات تولى بعده ابنه الأتابكي أحمد.