للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما هي عادة غيرهم من سكان البلدان، بل يتناولون عذية كل يوم من الأسواق بكرة وعشيا.

ومن أخلاقهم: الانهماك في الشهوات والامعان في الملاذ، وكثرة الاستهتار، وعدم المبالاة.

قال ابن خلدون (١): أهل مصر كأنما فرغوا من الحساب.

وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه سأل كعب الأحبار عن طبائع البلدان وأخلاق سكانها، فقال: أن الله تعالي لما خلق الأشياء جعل كل شيء لشيء.

فقال العقل: أنا لا حق بالشام، فقالت الفتنة: وأنا معك. وقال الخصب: أنا لا حق بمصر، فقال الذل: وأنا معك. وقال الشقاء: أنا لا حق بالبادية، فقالت الصحة وأنا معك.

ويقال: لما خلق الله الخلق خلق معهم عشرة أخلاق: الإيمان والحياء والنجدة والفتنة والكبر والنفاق والغني والفقر والذل والشقاء. فقال الإيمان: أنا لا حق باليمن، فقال وأنا معك. وقالت النجدة: أنا لاحقة بالشام، فقالت الفتنة: وأنا معك. وقال الكبر: أنا لا حق بالعراق، فقال النفاق: وأنا معك. وقال الغنى: أنا لا حق بمصر، فقال الذل: وأنا معك. وقال الفقر: أنا لا حق بالبادية، فقال الشقاء: وأنا معك.

وعن ابن عباس : المكر عشرة أجزاء: تسعة منها فى القبط، وواحد فى سائر الناس.

ويقال: أربعة لا تعرف في أربعة: السخاء في الروم، والوفاء في الترك، والشجاعة في القبط. والعمر في الزنج.

ووصف ابن العربية (٢) أهل مصر فقال: عبيد لمن غلب، أكيس الناس صغارا، وأجهلهم كبارا.


(١) هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمى الإشيبلى، من ولد وائل بن حجر: افيلسوف المؤرخ العالم الاجتماعى البحاثة. أصله من إشيبيلية ومولده ومنشأه بتونس ولد سنة ٧٣٢ هـ / ١٣٣٢ م - ٨٠٨ هـ/ ١٤٠٦ م.
(٢) هو عثمان بن عتيق بن عثمان القيسى أبو عمر المعروف بابن عربية. ولد سنة ٦٠٠ هـ. ١٢٠٣ م - ومات سنة ٦٥٩ هـ/ ١٢٦٠ م. شاعر من فضلاء المهدية بالمغرب ولد بها وانتقل إلى تونس وولي قضاء تبرسق وتوفى بها ودفن بجبل الرحمة.

<<  <   >  >>