أم خالها حسناء تجلى فابتنى … بهدين فوق ترايب الحسناء
وللشعراء فيها كلام كثير ولكن المقصود منها النظم الرقيق:
لله أى غريبة عجيبة … فى صنعة الأهرام للألباب
أخفت عن الأسماع قصة أهلها … ونضبت عن الابداع كل رقاب
فكأنما هى كالخيام مقامه … من غير أعمدة ولا أطناب
مثل العراس جردوا أثوابها … عنها ولم تنطق من الأعجاب
وقال الشيخ شهاب الدين المنصورى فيها أيضا:
أن جزت بالهرمين قل كم فيهما … من عبرة للعاقل المتأمل
يفنى الزمان وفى حشاه منهما … غيظ الحسود ضجرة المستقبل
وقوله أيضا فى ذلك:
وا عجبا والعجاب من هرم … فى أرض مصر من حكمه القدما
قد أهرم الأرض ثقل وطاته … فهى إلى الله تشتكى الهرما
وقال القاضى محيى الدين عبد الظاهر فى واقعة حال يصف ليلة بات بها عند الأهرام وهو من ذو بين وأجاد:
لله ليال أقبلت بالنعم … فى ظل بناء شاهق كالعلم
بالجيزة والنيل بدا أوله … فى مقتبل الشباب عند الهرم
وللقاضى شهاب الدين ابن فضل الله فى معنى ذلك:
لى البشارة إذا مسيت جاركم … فى أرض مصر بأنى غير مهتضم
حفظتم لى شبابى فى خلالكم … مع أنكم قد وصلتم بى إلى الهرم
***