للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خبر قتله]

ولما قتلت الرافضة سنة سبع وأربعمائة، وكان ابتداء ذلك يوم الجمعة منتصف محرم مفتتحها [١]، وهو يوم كان وصول المعز بن باديس إلى القيروان بعد موت أبيه، واستفتاح ولايته؛ فقتلت العامة الرافضة أبرح [٢] قتل بالقيروان، وحرقوهم وانتهبوا أموالهم، وهدموا دورهم، وقتلوا نساءهم وصبيانهم، وجروهم بالأرجل، وكانت صيحة من الله سلطها عليهم؛ ويقال إن عامل القيروان منصور بن رشيق كان يمشي كأنه يسكن الناس - وهو يشير على العامة، وانفتق الأمر، فلم يقدر السلطان على ضبطه؛ وولى عاملا آخر، فتعذر عليه سده، وخرج الأمر عن القيروان إلى المهدية، وسائر بلادهم، فقتلوا حيث وجدوا، وأحرقوا بالنار، فلم يترك منهم أحد يمر بإفريقية [٣] وأعمالها، إلا من اختفى؛ ولجأت الرافضة إلى مساجد المهدية، فقتلوا فيها أبرح قتل، وهدموا دار الامارة المنصورة، وتعدت العامة ذلك إلى جماعة من أهل السنة من غيرهم؛ فلقد حكي أن العامة جاءت تتعلق برجل منهم اتهموه برأيهم، فمروا به على شيخ من العامة؛ فسألهم عن تعلقهم به، فقالوا: نسير به إلى الفقيه أبي علي بن خلدون، فنأخذ فيه بما [٤] يأمرنا به [٥]؛ فقال لهم [٦] الشيخ العامي: لا، اقتلوه الآن، فإن كان رافضيًا، أصبتم، وإن كان سنيًا، عجلتم بروحه إلى الجنة


[١] مفتتحها: ن، مفتحها: ا ط.
[٢] أبرح: ا ط، أبوح: ن.
[٣] يمر بإفريقية: ا ط، بمدن إفريقية: ن.
[٤] بما: ا ط، فيما: ن.
[٥] به: ا ن - ط -
[٦] لهم: ا ن - ط - لا: أن - ط.