ص325 - كتاب مجلة البحوث الإسلامية - المبحث الثامن تمسكهم بالسنة وتحذيرهم من الخلاف

فصول الكتاب

ص: > >>

مسار الصفحة الحالية:

فهرس الكتاب مع السلف الصالح في الحج المبحث الثامن تمسكهم بالسنة وتحذيرهم من الخلاف

إن ما قصده عمر وعثمان - رضي الله عنهما - من زيارة البيت الحرام عمرة وحجا، من أفضل الأعمال، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه (١)»، وفي الحث على المتابعة بين العمرة إلى العمرة، والحج إلى الحج وعدم الانقطاع عن البيت العتيق، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (٢)»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة (٣)».

وفي قول عثمان لعلي: " دعنا منك "، ثم قول علي له: " إني لا أستطيع أن أدعك " إشاعة العلم وإظهاره وإحياء السنة والعمل بها بحكمة وأسلوب حسن، وحجة ناصعة ونية طيبة، بعدا عن الخلاف، وإثارة النزاع وشق عصا الطاعة (٤)، وهذا كله ينبثق من قاعدة الإسلام العظيمة التي جاءت في الحديث الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدين

(١) صحيح البخاري الحج (١٥٢١)، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠)، سنن الترمذي الحج (٨١١)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٢٩)، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦).
(٢) صحيح البخاري الحج (١٧٧٣)، صحيح مسلم الحج (١٣٤٩)، سنن الترمذي الحج (٩٣٣)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٩)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٤٦)، موطأ مالك الحج (٧٧٦)، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٥).
(٣) رواه أحمد في المسند ١/ ٢٥، ٣٨٧، والترمذي في جامعه - كتاب الحج - باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة ٣/ ١٧٥ برقم ٨١٠، والنسائي في سننه - كتاب الحج - باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة ٥/ ١١٥، وصححه الألباني في صحيح الجامع ١/ ٥٦٠ برقم ٢٩٠١.
(٤) ينظر: فتع الباري ٣/ ٤٢٥.

<< < ج:

ص: > >>