للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (١)»، وفي حديث جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم (٢)» متفق عليه، وقد جعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من واجب المسلم على أخيه المسلم في قوله: «وإذا استنصحك فانصح له (٣)»، يقول بعض السلف: " أد النصيحة على أكمل وجه، واقبلها على أي وجه، ومن وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظ أخاه علانية فقد فضحه وشانه ".

وهنا مسألتان تجب العناية بهما وامتثالهما:

إحداهما: أن على المسلم، وبخاصة طالب العلم، أن يكون حسن السمت والهدي الصالح، ودوام السكينة والوقار والتواضع، بعدا عن المنازعات والخصومات، واللغط ورفع الأصوات، طلب الحق والوصول إليه هدفه وغايته، وهكذا كان سلف الأمة من


(١) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب بيان أن الدين النصيحة - ٢/ ٣٧.
(٢) رواه البخاري في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الدين النصيحة ١/ ١٣٧ رقم ٥٧، ورواه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب بيان أن الدين النصيحة - ٢/ ٣٩.
(٣) جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كتاب السلام - باب من حق المسلم على المسلم رد السلام ١٤/ ١٤٣