للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان تشترك بضع قبائل في عبادة بيت واحد، فتختص كل قبيلة او قبيلتين بطاغوت واحد تضعه بجانب طواغيت القبائل الاخرى في هذا البيت المشترك، وقد رأينا الازرقي وابن الكلبي يشيران إلى ذلك في مواضع مختلفة من ابحاثهما.

وقد انتهجت القبائل التي ورد ذكرها في مقدمة بحثنا هذا، المنهاج نفسه بالاشتراك في عبادة بيت ذي الخلصة، وفي اقامة الاوثان المختلفة فيه كما اشار الى ذلك جرير بن عبد الله البجلي، لذلك لم يكن ذو الخلصة لدوس وحدها او لخثعم وحدها وانما كان لقبائل عديدة وبذلك تنتفي شبهة الرواة بكونه صنما او بيتا.

تباين النسب والبلد - كما أنه لا يبقى مجال لقول الحافظ ابن حجر في سياق غزوة ذي الخلصة ان ذا الخلصة المذكور في حديث (لا تقوم الساعة حتى … ) قد يكون المراد منه غير الذي هدمه جرير البجلي، لان بين خثعم ودوس تباينا في النسب والبلد، وهذا وهم من الحافظ ابن حجر فان اختلاف النسب والدار لا ينفي الاشتراك في عبادة بيت واحد كما مر.

السراة - أضف إلى ذلك أن قبائل خثعم وبجيلة والحارث والازد وغيرها ممن ورد ذكرها على لسان الرواة كانت نازلة في سراة الطائف وسراة عسير وتهامة (صفة جزيرة العرب صفحات ٧١، ١١٢، ١١٦، ١١٩، ١٢٠، ١٢١، ١٢٢ وغيرها)، ولا تزال بطون هذه القبائل وأفخاذها تسكن في هذه المنازل نفسها، وهي تصاقب وادي زهران وتطيف به من جهاته الاربعة، وجبال دوس قائمة في القسم الشمالي من وادي زهران كما ذكرنا.

رواية الازرقي - وقد ذكر الازرقي ان ذا الخلصة كان صنما بأسفل مكة، وعنه نقل المؤرخون هذه الرواية؛ وغير بعيد انه كان في ضاحية من ضواحي مكة صنم بهذا الاسم فكسر يوم فتح مكة المكرمة، أو أنه كان في قرية الخلصة التي قال ياقوت عنها انها في مر الظهران المعروف اليوم بوادي

<<  <  ج: ص:  >  >>