ولكن جاء في حديث جرير بن عبد الله البجلي انه لما قدم اليمن كان بها - اي بذي الخلصة - رجل يستقسم بالازلام، وحديث الباب يدل على أنهم استمروا يستقسمون عنده حتى نهاهم الاسلام (فتح الباري: غزوة ذي الخلصة).
سرية البجلي ولما فتح رسول الله ﷺ مكة، واسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم جرير بن عبد الله البجلي سنة عشر المدينة، ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا، وكان رسول الله ﷺ يسائله عما وراءه فقال:
يا رسول الله قد أظهر الله الاسلام وأظهر الاذان في مساجدهم وساحاتهم، وهدمت القبائل اصنامها التي كانت تعبد قال: فما فعل ذو الخلصة؟ قال:
هو على حاله قد بقي، والله مريح منه إن شاء الله، فبعثه رسول الله ﷺ الى هدم ذي الخلصة؛ فما اطال الغيبة حتى رجع فقال رسول الله ﷺ:
هدمته؟ قال: نعم والذي بعثك بالحق، واخذت ما عليه وأحرقته بالنار فتركته كما يسوء من يهوى هواه، وما صدنا عنه أحد.
(الطبقات الكبير ج ١ ق ٢ ص ٧٧، ٧٨) وأما رواية صحيح البخاري عن هذه الغزوة فهي:
وقال جرير بن عبد الله البجلي: قال لي رسول الله ﷺ: الا تريحني من ذي الخلصة فقلت بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من احمس وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي ﷺ فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا، قال: فما وقعت عن فرس بعد، قال:
وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب يعبد يقال له: الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها (صحيح البخاري. انظر ايضا غزوة ذي الخلصة في كتب الاحاديث والسيرة).
وقد قالت امرأة من خثعم لما هدم البجلي بنيان ذي الخلصة: