للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القبور، فدعاهم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له وحده وحذرهم من كل ما ينافي التوحيد أو ينافي كماله أو يقدم فيه أو يوقع في الشرك أو يجر إليه، فهدى الله على يديه من أراد بهم خيرا وعاقبة حسنة فأما من أصر وعاند واستمر على ذلك الشرك المنافي لدين الرسل فإنه أمر بقتاله بعد إقامة الحجة عليه وبعد إيضاح الدليل، لأنه حين بقي على ذلك الشرك المبطل للعبادات والموجب للخلود في النار حل بذلك دمه وما له كسائر المشركين.

وقد بين - رحمه الله - في مؤلفاته أن ما وقع فيه أهل زمانه هو عين شرك الأولين يخلصون في الشدة فيدعون الله وحده وينسون ما يشركون، أما مشركو زمن الشيخ رحمه الله فشركهم دائم في الرخاء والشدة، ولهم من الواقع والحكايات في ذلك الشيء الكثير من أن الشيخ - رحمه الله - ما أتى بشيء من قبل نفسه بل جدد للناس ما اندرس من أعلام الدين، فأخرجه الله في وقت قد اشتدت فيه غربة الإسلام واستحكمت فيه ظلمات الجهالة والهدى فبين للناس ما خلقوا له وأمروا به، فأطاعه واتبعه من وفقهم الله وأراد بهم خيرا وأيده الله بأمراء هذه الدولة الميمونة وهم آل سعود - رحمهم الله - فقاموا بنصرة التوحيد وجاهدوا في الله حق جهاده، وقمع الله بهم كل مشرك ومعاند حتى ظهر الحق وتجلى وشهد بأحقيته القاصي والداني، وألفت في سيرة هذا الإمام المؤلفات وكتب عنه علماء من أقاصي البلاد وهم لم يروه ولم يعاصروه، وإنما نقلت إليهم أخباره ومؤلفاته فبنوا عليها أنه صالح مصلح، وأن كل ما رمي به من التكفير ونحوه لا أصل له، بل هو مما ولده عليه أعداؤه الذين شرقوا بالحق وصعب عليهم الانفطام عن تلك المألوفات، أو خافوا باتباعه حرمانهم من المناصب أو المصالح الدنيوية أمثال أحمد بن زين دحلان وعلوي الحداد وداود بن جرجيس ويوسف النبهاني وجميل صدقي الزهاوي ونحوهم.

وقد رد عليهم أئمة الدعوة ومن وافقهم، وأوضحوا في الردود أن غالب ما سطروه كذب وبهتان عظيم، فهذا الكاتب ونحوه قد راجت عنده مؤلفات أولئك المضللين ولم يقرأ الردود عليها، وإلا لعرف وهاء تلك الحكايات التي تنسب إلى هذا الإمام، وعرف أحقية ما ادعي عليه، وعرف أن أتباعه هم أهل النجاة إن شاء الله