للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإجماع: لقد أجمع العلماء على أن اليمين الشرعية لا تكون إلا بالله أو اسم من أسمائه أو بصفة من صفاته، وأنه لا يجوز الحلف بغيره.

قال ابن عبد البر: (لا يجوز الحلف بغير الله إجماعا) (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشائخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه غير منعقد باتفاق الأئمة) (٢).

وقال شيخ الإسلام - في موضع آخر: (. . . ذكر غير واحد الإجماع على أنه لا يقسم بشيء من المخلوقات، وذكروا إجماع الصحابة على ذلك. . .) (٣).

ولا اعتبار بمن قال من المتأخرين: إن النهي على سبيل كراهة التنزيه فإنه قول باطل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (. . . والصحيح أنه نهي تحريم) (٤) وكيف يقال ذلك لما أطلق عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كفر أو شرك.

ولهذا اختار ابن مسعود - رضي الله عنه - أن يحلف بالله كاذبا ولا يحلف بغيره صادقا مما يدل على أن الحلف بغير الله أكبر من الكذب مع أن الكذب من المحرمات في جميع الملل، فدل ذلك على أن الحلف بغير الله من أكبر المحرمات (٥).


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٥٢٦.
(٢) الفتاوى جـ ١١ ص ٥٠٦.
(٣) الفتاوى جـ ١ ص ٢٩٠.
(٤) الفتاوى جـ ١ ص ٥٣٦.
(٥) انظر: تيسير العزيز الحميد ص ٥٢٦.